شباب، بنات : إنه ذلك الوقت من العام مرة أخرى. بينما يستعد المسلمون في جميع أنحاء العالم للشروع في رحلة اكتشاف الذات والنمو الروحي ، من المهم التذكير بأن رمضان أكثر بكثير من مجرد صيام لمدة شهر وأكثر من برنامج حمية غذائية قاسية.
من المؤكد أن الامتناع عن الطعام والشراب من شروق الشمس إلى غروبها هو جزء من الشهر الكريم. لكن الصيام هو مجرد قمة جبل الجليد. ابتداءً من 22 أو 23 مارس حسب رؤية الهلال الجديد، يبدأ رمضان ليعلن فترة نتعلم فيها الانضباط الذاتي وضبط النفس والتعاطف مع من هم أقل حظًا. فلمدة شهر كامل، ستكون في نفس وضع أولئك الذين يضطرون إلى النوم على معدة فارغة والذين يستيقظون ويتجهون للعمل مع أي شيء بالكاد في بطونهم لبضع ساعات في اليوم. وهو ما سيعزز مشاعر التعاطف والرحمة لمن هم أقل حظًا وسيطور قدرتك على الانضباط الذاتي والتحكم في النفس في معظم تفاعلاتك.
لكن هذا ليس كل شيء! فالشهر التاسع من التقويم الإسلامي والذي يحتفل به الملايين حول العالم هو أيضًا وقت لتعزيز روح المجتمع والاكثار من التجمعات الاجتماعية. فحول طاولة الافطار، تجتمع العائلات والأصدقاء معًا لتناول الإفطار ومشاركة الوجبات في جو من التسامح. ودعونا لا ننسى أهمية الصدقة فهي ركن من أركان الإسلام وجانب أساسي من رمضان. يتم تشجيع المسلمين في جميع أنحاء العالم على التبرع للمحتاجين وإطعام الفقراء والانخراط في خدمة المجتمع لجلب النعم والمكافآت في الدنيا والاخرة.
يدفع رمضان المسلمون للتحلي بالصبر واللطف والرحمة تجاه الآخرين . فحتى في المواقف التي قد تكون محبطة، على الجميع الامتناع عن الغضب ومعاملة الحمقى باحترام وتجنب المواجهات العنيفة. ويعتقد الكثيرون أن السب أو الانخراط في النميمة أو الغيبة هي سلوكيات قد تُفطر.
الآن عليك أن تدرك ما يضمنه رمضان من تدريب لعضلات المخ وتحدي للمسلمين ليصبحوا نسخًا أفضل لأنفسهم من خلال العديد من سلوكيات التفاني وضبط النفس. لذلك، فهو ليس مجرد برنامج حمية قاسي حتى وان خسرت بعض الوزن خلاله. المكاف
المكافآت الحقيقية للصوم هي تلك الجسدية والروحية. عبر الكثيرون عن مدى شعورهم بالنشاط والتركيز خلال شهر رمضان، حيث تعمل أجسامهم على إزالة السموم وتجديد نفسها. لذلك، ونحن نبدأ هذه الرحلة طوال شهر كامل، دعونا نركز على ما يهم بالفعل: الأسرة والإيمان والمجتمع. لا يتعلق الأمر فقط بالحصول على الجسم الصيفي المثالي، وإنما بعيش حياة بسيطة ومتواضعة وتقدير النعم التي لدينا.
