تقول فرح بشارة البالغة من العمر 32 عاماً والتي تركت شركتها قبل ست سنوات لتتفرغ لمهنة تنسيق الموسيقى “لم يفهم الناس لماذا تأخذ امرأة كويتية التنسيق الموسيقي كمهنةٍ لها، وهذا ما جعلني أشكك أحياناً بخياري الوظيفي”.
تدرك بشارة (المعروفة باسم دي جي بونيتا) القيود التي تواجهها النساء العاملات في مجال الموسيقى، ولكنها كمنسقة موسيقية دليل حي على أنه من الممكن كسر تلك القيود. وهي لا تخشى الحديث عن هذا الموضوع، إذ تضيف “بصرف النظر عن مدى صعوبة فهم الناس لسبب قيامي بذلك العمل، إلا أنني أقوم به بكل الأحوال”.
اكتسبت بشارة شهرة كبيرة في بلدها الأم، وذلك بفضل تنسيقاتها لموسيقى الهيب هوب في فترة التسعينات، والتي دفعتها إلى التعاون مع عددٍ لا يحصى من العلامات الهامة مثل شوبارد ومونكي وتوري برتش وكينزو. حيث تقول “عندما وصلتني رسالة البريد الإلكتروني من كينزو للمرة الأولى، شعرت بالرهبة واتصلت بكل أصدقائي”.
بالإضافة إلى تحقيقها شهرةً واسعة في مشهدٍ يُسيطر عليه الذكور، فقد قامت أيضاً بتأسيس متجر Vinyl Destination ، وهو أول متجر أسطوانات إلكتروني في الكويت.
وتُضيف قائلةً “لقد كانت استجابة الناس مذهلة! فمجتمعنا الصغير يضم جامعي أسطوانات فينيل متمرسين، وجيل جديد من الشباب الذين يهوون اقتناء أسطوانات الفينيل بالإضافة للأشخاص الذين ليست لديهم أي فكرة عن كيفية تشغيل مشغل الأسطوانات، وهم من كل الأعراق والأعمار. إن بعض الأشخاص الذين يأتون إلى المتاجر المؤقتة التي نقيمها يشترون الإسطوانات ثم يخبرونني بأنهم لا يمتلكون الجهاز لتشغيها أصلاً”.
https://www.instagram.com/p/BnQenIXHcYk/
تركز بشارة بشكل خاص على موسيقى الهيب هوب في فترة التسعينات، ولكنها تستخدم أيضاً موسيقى الريغي والجاز والموسيقى اللاتينية التي تجمعها من جميع أنحاء العالم. وتوضح قائلةً “لطالما كان الفينيل جزءاً لا يتجزأ من موسيقى الهيب هوب والتنسيق الموسيقي في فترة السبعينات، وشعرت بتعلقي به قبل أن أفهمه تماماً. لم أكن أعرف كيف أجمع الأغاني والموسيقى بشكل صحيح بعد؛ لقد كنت فقط أشتري ألبوماتي المفضلة حتى أدركت أن الأمر أكثر من مجرد امتلاك ألبومات رائعة. بل إنها عملية مستمرة من الاكتشاف”.
وبعد أن أمضت السنوات الست الماضية في جمع مجموعتها الشخصية من حوالي 500 تسجيل أو أغنية (حيث تعتبر N * E * R * D ‘Fly or Die’ المفضلة لها)، تريد فرح الآن أن تُظهر للكويتيين الشباب الذين يريدون اختيار مسارٍ “غير تقليدي” بأنه يمكنهم إيجاد مجتمعهم الخاص وبناؤه، والأهم من ذلك، أن فكرة تحويل مشروعٍ ما إلى شغف ومهنة كاملة هو أمر ممكن ولا حدود له.
