بالنسبة للمغنية اليمنية Intibint، الحب يستحق التضحية دوماً

حتى لو كان الثمن كسر القواعد العائلية

تخبرنا الفنانة اليمنية البريطانية نهى المقافي المشهورة بلقب Intibint “من المهم بالنسبة لي أن أبقى وفية لأسلوبي، فأنا ابتكر الموسيقى التي من شأنّها التعبير عن شخصيتي وذاتي.” 

برعت المغنية وكاتبة الأغاني والمنتجة في ترك بصمتها المميّزة في المشهد الموسيقي المحلي في لندن من خلال إطلاق خمس أغانٍ فردية، وألبوم جديد بعنوان “What Are You Willing To Do” سيتم طرحه هذا الصيف.

ومن الواضح أنّ الفنانة تسير على خطى الفنانات الرائدات مثل سيفداليزا وغرايمز و إف كيه إيه تويجز، فهي تكرّس نفسها لتمكين المرأة العربية داخل هذه الصناعة وخارجها.

بالرغم من أنّها حاصلة على درجة الماجستير في الهجرة والتنمية من جامعة SOAS في لندن، إلا أنّ الفنانة قد خرقت قواعد الأسرة وقررت متابعة شغفها الحقيقي بالموسيقى رغم رفض والديها. وقد اختارت اسمها المستعار “Intibint” في إشارة للمهمة التي أخذتها على عاتقها.

في حين أنّ اسمها المستعار “أنت بنت” والذي غالباً ما يستخدم لتذكير النساء بأنهن ضعيفات وغير متمكنات مثل الرجال، إلا أن الفنانة تستخدمه لتغيير الصور النمطيّة للمرأة العربية ودورها في المجتمع. كما قامت بتأسيس منصة “المرأة اليمنية” في محاولة لتسليط الضوء على أعمال المرأة اليمنية في مجال الفنون والثقافة.

وبهدف الاحتفاء بإصدار أغنيتها الأخيرة CONTROL وهي أغنية ريذم أند بلوز بديلة كتبتها هي وأنتجها الفنان الكويتي الهندي زاهد سلطان، والتي تم إطلاقها في 15 مايو، التقينا بالفنانة Intibint لإجراء حوار سريع معها:

حدثينا عن أحدث أغنية لك “CONTROL”، ما الذي دفعك لكتابتها؟
تجسّد هذه الأغنية قصتي مع شخص كانت تربطني به علاقة جيدة، وبالرغم من أنني لم أفهم لماذا يجب عليّ إخفاء شيء جميل كهذا، إلا أنني كنت أعلم أنه لا يمكنني إخبار والديّ أبداً عن هذه العلاقة لأن ثقافتي اليمنية تحرّم العلاقات الرومانسية. لطالما حاولت بالفعل التقيّد بهذه القاعدة أثناء نشأتي في المملكة المتحدة (والتي كان معظمها في لندن) فقد كانت تربطني علاقة جيدة مع والداي وخاصة والدتي، إلا أنني فشلت في النهاية وأطلقت العنان لنفسي للوقوع في الحب.

باعتبارك امرأة يمنية بريطانية، ما مدى أهمية معالجة هذا الصراع المتعلق بالحب والعلاقات؟
إنّ معالجة هذه القضية أمر غاية في الأهمية، فهي مشكلة تواجهها العديد من النساء أمثالي. لقد ناقشت هذه المشكلة مع العديد من أصدقائي ومتابعيني، وهي تجربة يمكن أن تجعل الحياة منعزلة للغاية وتتسبب في زيادة الشعور بالذنب والعار. كما أنها تشجع على خلق بيئة من القمع وهو أمر سيء للغاية… لقد سمعت قصصاً عن نساء أجبرن على الاستمرار في علاقات سامة لأنهن تعرضن للتهديد من قبل شركائهن بكشف علاقتهم في حال قررن الانفصال عنهم. قصص مثل هذه شائعة جداً ويمكن القضاء عليها بالكامل إذا تقبلنا حقيقة أنّ وقوع الناس في الحب هو أمر طبيعي.

أين تكمن مهمة العائلة في حماية المرأة من مواجهة هذا الصراع؟
من المهم جداً للعائلات أن تنظر للمرأة على أنّها قوية ومستقلة مثل نظرتها للرجل، لأنّ هذا الأمر سيقلل من احتمالية قيام العائلات بالسيطرة على بناتهن ويجعلها تمنحهن مساحة أكبر لاستكشاف العالم من حولهن. في حين يحق للآباء والأسر حماية أبنائهم، إلا أنّ عليهم إدراك حقيقة أن أولادهم ليسوا نسخة عنهم.

وفي هذا السياق تحضرني قصيدة رائعة لجبران خليل جبران تلخص هذه الفكرة بشكل جميل:

أولادكم ليسوا لكم
أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها
بكم يأتون إلى العالم ولكن ليس منكم.
ومع أنهم يعيشون معكم فهم ليسوا ملكاً لكم.
أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم
ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم
لأن لهم أفكاراً خاصةً بهم.
وفي طاقتكم أن تصنعوا المساكن لأجسادكم.
ولكن نفوسهم لا تقطن في مساكنكم.
فهي تقطن في مسكن الغد
الذي لا تستطيعون أن تزوروه حتى ولا في أحلامكم.

هل تجدين أن الموسيقيات العربيات لا يحظين بالتمثيل الكافي في صناعة الموسيقى؟
بصراحة، أعتقد أنه أمر مناف للعقل، لأنّ عدد المواهب الأنثوية المبدعة الموجودة كفيل بإخبارك كم تستحق النساء الحصول على مكانة مرموقة في هذه الصناعة. لكن لحسن الحظ، بدأنا نرى بأنّ الأمور تتغيّر تدريجياً وبطريقة تشعرني بالفخر كفنانة جاءت من خلفيّة يمنية بريطانية.

هل هو أمر اختبرته في حياتك المهنية؟
 شعاري في الحياة هو: العمل الجاد + الفرصة = النجاح. ومع ذلك، أعتقد أن من واجب الرجال في صناعة الموسيقى دعم نظرائهم من الإناث، من خلال منحنا المساحة والوقت والطاقة… لأنّ الرجال يتمتعون بامتيازات كافية إذا استخدموها على نحو سليم، فسنكون قادرين على تغيير الأشياء بشكل أسرع.

 حدثينا قليلاً عن عملك الإبداعي.
غالباً ما أجد نفسي جالسة خلف جهاز الكمبيوتر لتأليف بعض أبيات الشعر والألحان. أنا من الفنانين الذين يعبرون بالغناء عما يشعرون به في تلك اللحظة، لذا ومن خلال مقطوعاتي الموسيقية القادمة أطلق العنان لنفسي للإبداع متى شعرت أنني بحاجة إلى ذلك.

 

منسّقة المظهر والمكياج: ريام سليم
التصوير: أسماء حمدي

شارك(ي) هذا المقال