Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

السلطات السعودية تضبط أكثر من مليوني حبة مخدرة في علب البقلاوة

نتمنى أن يكون كلاب البحث بخير

خلال عطلة نهاية الأسبوع،  تمكنّت السلطات في المملكة العربية السعودية من إحباط محاولة تهريب تاريخية في ميناء جدة الإسلامي بعد أن أدى تفتيش شحنة البقلاوة إلى اكتشاف أكثر من مليوني حبة من الكبتاجون، وهو منشط من نوع الأمفيتامين يستخدم عادة في تهريب المخدرات واستهلاكها، والتي كانت مخبأة تحت العلب المكدسة لإحدى الحلويات المفضلة في المنطقة.

خضعت الحاوية عند استلام البضائع للتفتيش الروتيني الدقيق من قبل المسؤولين في مصلحة الزكاة والضرائب والجمارك ليتم الكشف عن المنتجات المحظورة. طلبت دورية الحدود الدعم من المديرية العامة لمكافحة المخدرات (GDNC) لمعرفة هوية الأشخاص الذين يعتزمون لقي كمية من الأقراص المُخدّرة وتحديد مكانهم. بفضل الجهود التعاونية، نجحت السلطات في إلقاء القبض على رجلين في غضون ساعات دون الكشف عن أصل الدفعة وجنسية الأفراد المحتجزين.

وقد أثار هذا الاكتشاف الصادم موجات من القلق في جميع أنحاء المجتمع الدولي والمنطقة لما له من دلالات حول التكتيكات دائمة التطور المُستخدمة من قبل شبكات المخدرات غير المشروعة لتهريب إمداداتها الفائضة. هذا وتكشف عملية الضبط هذه عن النمو السريع لهذا الدواء الاصطناعي المحدد في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ليصبح حاضرًا كموضوع بارز في المحادثات الدبلوماسية في العالم العربي في الآونة الأخيرة.

تُعد الجمهورية السورية الدولة الأكثر إنتاجاً للكبتاجون في المنطقة.  مع وجود هذه الكميات الكبيرة المتاحة، أصبحت كميات كبيرة من المخدرات تُهرب خارج الدولة التي مزقتها الحرب، والتي لا تزال تحاول التصالح مع نظامها في أعقاب الاحتجاجات التي عمت البلاد في مارس/آذار 2011 بعد الربيع العربي. 

وفقًا لتقرير صادر عن معهد الشرق الأوسط، صادرت السلطات الجمركية في جميع أنحاء العالم ما قيمته 3.5 مليار دولار من الكبتاجون سوري الصنع في عام 2020؛ وهو مبلغ يزيد عن أربعة أضعاف قيمة الصادرات السورية السنوية القانونية، والتي بلغت قيمتها 800 مليون دولار في نفس العام. وكما لك أن تتخيل، فإن الدول المجاورة هي المتلقي الرئيسي لهذه الصادرات وتأتي الأردن ولبنان في المقام الأول. بعد وصوله إلى منطقة الخليج، تزايدت المخاوف المناطق المعنيّة من تجاوز تأثير الكبتاجون نطاق نفوذه الأصلي. 

أدت الموجة إلى إعادة تقييم دور سوريا وتصوراتها من قبل الدول الأخرى، حيث ضغط العديد من أعضاء جامعة الدول العربية، التي أجبرت سوريا على الخروج منها قبل 11 عاماً، من أجل إعادة تمثيل البلاد بغية معالجة هذه المسألة بالذات. في شهر مايو/أيار، دُعيّ زعيم الدولة الشامية سيئ السمعة، بشار الأسد، للمشاركة في قمة عقدها الائتلاف السياسي العربي في الرياض، بهدف أساسي هو معالجة وباء الكبتاجون تمامًا، على الرغم من التاريخ الجيوسياسي المعقد وسجل حافل من انتهاكات حقوق الإنسان التي أدت في السابق إلى انفصال سوريا عن المجلس في المقام الأول.

تستخدمه كيانات داخل تنظيم الدولة الإسلامية لتحويل “المقاتلين إلى جنود خارقين” مثلما يستخدمه رواد الحفلات في بعض أنحاء المنطقة تحت اسم “كوكايين الرجل الفقير”، ستعيد عملية احباط تهريب الكبتاجون في المملكة العربية السعودية الحوار حول أزمة  استخدام الكبتاجون مجددًا لتكون  معالجة هذه القضية أولوية في معظم جداول الأعمال – ولكن بأي ثمن؟ بينما لا تزال سوريا تكافح من أجل الوقوف على قدميها في ظل حكم طاغية، وملايين المدنيين الذين فروا أو فقدوا حياتهم منذ بداية الصراع، فمن المفيد أن نتساءل عما إذا كان التركيز على الحد من تهريب المخدرات قد يضيّق مسار حلّ الأزمة الأكبر ويشتت الاهتمام بمعالجة الأزمة الإنسانية الأوسع التي لا تزال تتكشف في الدولة الواقعة في شرق البحر الأبيض المتوسط.

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة