بعد إيقافه لفترة وجيزة، عاد المسلسل السعودي “المستور: ضحايا حلال” الذي ظهر لأول مرة في عام 2020 على منصة البث “شاهد”. تسببت طبيعته الاستفزازية في ضجة أدت إلى توقف عرضه من قبل الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية. ومع ذلك ، بعد بضع سنوات، عاد البرنامج التلفزيوني إلى الشاشات بقوة.
من المنطقي أن يعود المسلسل في ظل الجهود الحثيثة التي تسعى المملكة من خلالها توسيع نطاق صورتها وإعطاء المزيد من الاهتمام للتحولات الاجتماعية التي تحدث بشكل خاص في مسائل القوانين والأعراف الجنسانية.
منذ عودته إلى المنصة، واصل المسلسل المكون من 10 حلقات مهمته في مواجهة المشكلات الاجتماعية التي تحدث بشكل شائع ، لكن تبقى في ظلام الصمت. من إخراج المصري أحمد مدحت وكتابة الأردني عادل الجابري، تتابع القصة أم نورة ، التي تقوم بدورها الممثلة السعودية سناء بكر يونس ، وهي العقل المدبر لإكراه واستغلال الشابات الضعيفات اللاتي يلجأن إليها.
من خلال استغلال ضعفهم، تقوم بتزويجهم من رجال أثرياء للتلاعب بهن كالبيادق حيث تتزوج واحدة تلو الأخرى ، وتستمر في البحث والعثور عن نساء جدد في كل مرة. عند تحديد موعد الزواج ، يدفع العريس مهرًا للعروس ويُعطى مهرًا لأم نورا التي تأخذ النصف. كلما كانت المرأة أجمل في نظر الزبون إلا و زاد المهر. وإذا كانت عذراء ، فإن المهر أعلى.
في الأساس ، تدير أم نورة حلقة للإتجار بالبشر والدعارة حيث يُصعب الهروب من قبضتها. تتعرض النساء للإيذاء والتلاعب والابتزاز إذا لم يلتزموا بقواعدها. ما يجعل المسلسل أكثر تشويشًا هو قدرة أم نورا على تبرير إساءة معاملتها المستمرة لهؤلاء النساء الخمس تحت ذرائع دينية مستخدمة مظهرها “الورع” دائمًا ، حتى أنها تحاول دائمًا رفض ومعاقبة عصابات الاتجار بالجنس وبعض الممارسات مثل الاعتداء الجنسي على الأطفال والإساءة بشكل عام.
“باقرار رجال الدين صراحة عدم صحة مخططات” الزواج المؤقت “ووصفها بأنها زيجات غير إسلامية وغير صحيحة، تكشف هذه الفتاوى ضمنيًا أن هذه الزيجات طريقة براغماتية للحد من الزنا والجنس غير القانوني – بعبارة أخرى ، طريقة لإضفاء الشرعية والرد على انتشار الجنس خارج الزواج في المجتمعات المحافظة. في هذا السياق، يُعج المسلسل تصويرًا واقعيًا لهذا الزواج وتطبيقه الساخر “، تشرح الصحفية علا سالم ، في مجلة New Lines Magazine.
تحث القصة المثيرة لمسلسل “المستور: ضحايا حلال” على محادثة أكثر أهمية يجب معالجتها في كثير من الأحيان داخل المنطقة. قد يعتبر البعض المسلسل مثيرًا للجدل ، لكن رواية المسلسل مليئة بالحقائق الحية وتعالج السؤال ، إلى أي مدى يمكن لشخص ما استخدام الدين لتبرير السلوك غير الأخلاقي والإساءة؟ طوال فترة العرض ، يبدو أن حالات الزواج والطلاق التي تحدث جميعها تخضع للشريعة الإسلامية ، ولكن جميعها في ظل ظروف غير قانونية للغاية. بشكل أساسي ، يتعلق الأمر بالثغرات لتمكين السلوكيات الموجودة في المنطقة الرمادية للجواز في المملكة العربية السعودية.
