Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

نظرة على أول تجمّع شعري في المملكة السعودية

Poetry Passport هو مكانكم الآمن الجديد

في يونيو 2017، أسست المصممة الغرافية اللبنانية المقيمة في جدة دانا سيف The Poetry Passport وهي أول منصة شعرية من نوعها في المنطقة

 

أنشأت سيف المنصة خلال الصيف الذي قضته في السفر حول تركيا ولبنان والمملكة العربية السعودية وقررت نشر مقاطع من فعاليات الشعر والأدب التي حضرتها. عندما عادت إلى بلدها في سبتمبر، استضافت سيف أول ورشة شعر لها في جدة – والتي حضرها العديد من الأشخاص على الرغم من أنها كانت تجري صباح يوم السبت.

 

 

 

وتقول سيف 21 عاماً: “كان هناك فراغ يجب ملؤه في هذا المجال”. ومنذ ذلك الحين، أصبح اسم سيف معروفاً في مجال الفعاليات الشعرية التي تتحدث عن كل شيء مثل الهوية والقلق والشعور بالوحدة. ولقد جمعت فعالياتها ما يصل إلى 60 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 14 و 45 عاماً، ولكن الحدث الأكثر نجاحاً حتى الآن هو ذلك الذي تناول “قضية الدولة والهوية القومية في المملكة العربية السعودية”، وكما تقول: “لقد كان حقاً حدثاً هاماً. جاء الملحدون وتحدثوا بحرية. لقد كانت تجربة غامرة.”

 

عندما كانت طفلة، تعرضت سيف للتنمّر الشديد في المدرسة في المملكة العربية السعودية، حيث وجدت ملجأ في الكتابة والشعر. وبحلول الصف العاشر، كانت قد نشرت كتاباً شعرياً، باعته في جميع أنحاء المملكة بمساعدة والدتها. “كنت أكتب في مذكراتي حول ما حدث في المدرسة، أو ما كان يحدث في بيروت (الحرب الأهلية عام 2006) دون أي علامات ترقيم ثم أقرأها مرة أخرى، وأقوم بتعديلها، وهكذا أصبحت كلماتي شعراً منطوقاً”.

 

 

 

يقدم مجمّع The Poetry Passport أنشطة رائدة ومتنوعة مثل “ورشة عمل الكاتب”، والتي تحدث مرة واحدة في الأسبوع، حيث يجتمع الناس ويفكرون في موضوع ما، وتبدأ المحادثة من هناك. ثم يبدأ الحضور بالكتابة، على سبيل المثال، دُعي الناس في تمرينٍ سابق إلى كتابة رسالة مجهولة المصدر لشخص ما بعد إنهاء العلاقة. في نهاية التمرين، تم تشجيع الناس على مشاركة مقطوعاتهم ومشاعرهم، في حين قيل للحاضرين الآخرين أن يفرقعوا بأصابعهم في حال شعروا أن الكلمات التي تُقرأ تعبّر عن حالتهم أيضاً. وتضيف سيف: “الجزء الأكثر أهمية هو أننا لا نجبر أحد على الكلام. أريد أن أتأكد من عدم وجود رقابة ذاتية”.

 

أما حدث Jeddah Spoken Word الأكثر حضوراً، فهو حدث يستقطب أنواعاً مختلفة من رواة القصص، مثل مغنيي الراب والموسيقيين والفنانين. تعكس شعبية The Poetry Passport التحول الاجتماعي الضخم الذي يحدث حالياً في جدة. قبل عامين فقط، كانت هذه المبادرات غير موجودة. الآن، تم وضع حط لسلطة الشرطة الدينية ولذلك يتم تنظيم الأحداث المختلطة الآن، كما تنشط المساحات الثقافية. ولكن لا يزال هناك اتفاق صامت ولكن قوي بين المجتمع المدني والدولة ينصّ بعدم إمكانية قول بعض الأمور بصوت عال، مثل الانتقادات الموجهة إلى الحكومة. تقول سيف بتفاؤل: “لكن الحواجز ضبابية، وأخيراً يمكننا بدء المحادثة الآن”. مع خطط للسفر إلى تورنتو في نهاية الصيف لدراسة الماجستير في الإنتاج الإعلامي تهدف سيف إلى نشرThe Poetry Passport  خارج الحدود الجغرافية: “أريد أن أرى هذا الفضاء الآمن يزدهر ويبقي أبوابه مفتوحة لأي شخص يشعر بأنه معزول خارج الحدود الجغرافية والاجتماعية “.

 

Photography by Houssam El-Galad

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة