Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

ازدهار مشهد موسيقى التكنو الخفيّ في جدة

تعرفوا على Desertfish، المنسق الموسيقي المميز الذي يكسر الحدود!

لقد تغيرت الأمور كثيراً في المملكة العربية السعودية خلال العام الماضي، حيث يمكننا القول بأن الجيل الجديد من المبدعين الشباب في المملكة يرسم صورةً جديدةً للبلد بكل جرأة. سواء كان ذلك في مجال الموضة أو الفن المعاصر أو التصوير الفوتوغرافي أو الترفيه، إذ أنهم جميعاً يكسرون الحدود ويستعيدون هويتهم العربية على الساحة العالمية بينما هم في بلدانهم. ومن بينهم المنتج الموسيقي المقيم في جدة ناصر الشميمري البالغ من العمر 29 عاماً والمعروف أيضاً بإسم  “Desertfish”وهو الفنان المثير  الذي لا بد من أن تكتشفوا أعماله.

 

يقول الشميمري “تعتبر موسيقى التكنو ذوقاً مكتسباً في جدة” وذلك في حديثه عن كيفية تقبل الناس وبشكلٍ جيد ومفاجئ لهذا المشهد الموسيقي في السنوات الأخيرة. فعلى الرغم من تهميش الموسيقى منذ فترة طويلة في المملكة (حيث كانت السلطات تعتبرها في السابق نوعاً من الإلحاد)، إلا أن هذا المنتج والموزع الموسيقي الشاب يريد تغيير صورة الموسيقى الإلكترونية إلى شيءٍ مدروسٍ أكثر ولكن متاح أمام ذائقة الجميع.

 

 

“ما جعلني أنجذب نحو الموسيقى الإلكترونية هو طبيعتها المرسومة والمحددة والمتكررة” يشرح الشميمري مشيراً إلى أمله بأن يتمكن من كسر الحدود بين التقاليد والتغيير مع الحرص على عدم إهمال الموسيقى المحلية. فبعد قضائه بضع سنوات في ميامي، حيث تعرّف للمرة الأولى على الموسيقى الإلكترونية أثناء دراسته، عاد الشميمري في عام 2014 للعمل في تجارة عائلته. ولكن عندما بدأت الدولة تقوم تدريجياً ببعض التغييرات والإصلاحات، شعر بأنه قد يتمكن بالفعل من تحقيق أحلامه الموسيقية. وفي عام 2016 وبتشجيعٍ من والديه، قرر الشميمري التركيز على الموسيقى بشكل كامل.

 

بعد تأسيسه لشركة الإنتاج الموسيقية الخاصة به “Gleam Records” (والتي تُعنى بعرض المواهب الشابة) أصبح استوديو منزله المكان المغمور الأروع في جدة، فهو يستقطب كل الموسيقيين المحليين لتجربة الموسيقى والإبداع فيها. حتى أنه أقام أول حفل عام للموسيقى الإلكترونية في البلد بالتعاون مع القنصلية الألمانية، جمع فيه بين موزعات موسيقيات صاعدات من برلين وCosmicat، وهي أول منسقة موسيقية للتكنو في السعودية، فيقول بحماس “ما يحدث هو جنون بالنسبة لنا” ثم يضيف “حتى أن منسقي الموسيقى من برلين قالوا لنا بأن جدة أصبحت وكأنها برلين بعد سقوط الجدار”.

 

على الرغم من أن الحفلات في السعودية هي أمر جديد للغاية، إلا أن الكثير من الشباب السعوديين المنفتحين أصبحوا بالفعل على دراية بثقافة المهرجانات والحفلات من خلال أسفارهم. فيقول: “لقد قمنا بحفلاتٍ في ميكونوس وإيبيزا”. لكن في حين أن الثقافة السرية في الغرب تحدث عادة في الأماكن الخفية، إلا أنها في المملكة (وبشكلٍ غير متوقع) تحظى بدعمٍ من الحكومة. في الآونة الأخيرة كان الشميمري وأصدقائه نشيطين للغاية ، حيث يقومون بحفلات منتظمة ولعدد لا يحصى من الفعاليات المختلفة، من الحفلات المنزلية الخاصة والسرية إلى الاحتفالات الضخمة التي تموّلها الحكومة. حيث يقول مشيراً إلى مدى سرعة انتشار الموسيقى التي يقدمها بين الجمهور “في سبتمبر الماضي، قامت الهيئة العامة للترفيه في السعودية (GEA) – وبمناسبة اليوم الوطني – بدعوة نجم برنامج X Factor حمزة هوساوي للغناء أمام 5000 شخص وتمت دعوتي أنا لأكون مهندس الصوت”. لذلك وفي حين أن الدولة لا تزال على ما يبدو حجر الأساس في دعم الثقافة السرية، تمكن بعض الفنانين الناشئين والذين لا يحظون بدعمٍ كبير من التحرر وتقديم فنهم للجمهور. ويقول “أنا شخصياً أستمتع بالاتجاه الجديد الذي تأخذه البلد وأتطلع إلى ما سيأتي”.

 

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة