من بين جميع عروض الأزياء والعروض التقديمية والحفلات التي حضرناها في جدول أسبوع الموضة في ميلانو، كان عرض دولتشي آند غابانا للملابس الجاهزة لربيع 2024 الأبرز كونه الأكثر وضوحًا ودقة على الإطلاق. تحت اسم “المرأة”، استقبل العرض بعض النساء الأكثر نفوذاً في العالم، داخل وخارج المنصة، ليكون مرصعًا بالنجمات اللواتي تألقن جميعهنّ دون استثناء.
تمحور عرض العلامة الإيطالية الفاخرة هذا الموسم في الاحتفال الواضح بالأنوثة والإثارة، حيث تم دعوة جيلان من النساء للالتقاء حول المفهوم المشترك للتمكين والتعبير عنه من خلال العديد من الأشكال المتنوعة. كما تم تعزيز شعور الألفة بين الضيوف بوجود مجموعة من قادة الماضي والحاضر، جالبين معهم أهميتهم الثقافية وتأثيرهم المجتمعي بمجرد حضورهم أحد أهم أحداث الموضة المرموقة في العالم.
كان بإمكان كل النساء الموجودات اللواتي كنّ من جميع الأعمار والخلفيات والمهن، تبادل الأدوار بسهولة سواءً اللواتي جئنّ للمشاهدة أو لتقديم العرض. وكان أبرز النجوم في الصف الأول هم الممثلة الأمريكية هالي بيلي، وعارضة الأزياء الإيطالية بيانكا بالتي، والنجم السينمائي الكوري الجنوبي مون كا يونج، ومقدمة البرامج التلفزيونية البريطانية مايا جاما، بالإضافة إلى كايلي جينر، على سبيل المثال لا الحصر.
على المدرج، كانت التشكيلة مثيرة للإعجاب أيضًا، حيث اقترنت جاذبية إيرينا شايك المشتعلة برشاقة نورا أتال الغامضة وأناقة نعومي كامبل الخالدة وثقة آشلي غراهام، والتي خرجت مرتدية أحد إطلالات دومينيكو دولتشي وستيفانو غابانا.
تم تصميمها خصيصًا لموسم ربيع 2024 القادم، اكتشف ثنائي التصميم الإيطالي من خلال هذه المجموعة أبعادًا جديدة من حيث النسب والأحجام، واحتضنوا تفسيرًا دقيقًا للأنوثة الناضجة والخالدة. بأسلوب أنيق وراقٍ، ضم الخط الأخير في العرض من قطع تشبه الملابس الداخلية مثل الكورسيهات والملابس الداخلية. فيما كانت جميعها لا تترك الكثير للخيال، إلا أنها مصممة بشكل جميل ومثير وكأنها تدعو جميع النساء للشعور بالثقة في أجسادهنّ.
هذا وتضمنت المجموعة عودة سترة “دولسي” الشهيرة، والتي تم تقديمها بثلاثة أشكال مختلفة للطول – قصيرة ومتوسطة وطويلة – مستوحاة بشكل كبير من الصور الظلية ذات المظهر الذكوري لكن بكتف مربع. تتحدى هذه القطعة المخصصة، المقترنة بتنانير ذات مقاسات متطابقة، أدوار الجنسين دون الحاجة إلى قول كلمة واحدة، حيث يتحدث الثوب بحد ذاته عن الكثير. بعد اضافة الاكسسوارات المرتبطة عادةً بالملابس الرجالية، مثل الأقواس، فإنها تطمس خطوط معايير الموضة التقليدية وترسل بيانًا قويًّا حول معاني الأسلوب والهوية والتفرد، كل ذلك دون الخروج عن ثيمة العرض والمجموعة.
من خلال الملابس الداخلية الشفافة والجوارب التي تصل إلى ما فوق الركبة والأحذية ذات الكعب العالي والكورسيهات الضيقة والمشدات الصدرية المصنوعة من الدانتيل والجوارب الشبكية، ذهبت دولتشي آند غابانا إلى أبعد الحدود لاعادة تعريف المغري والمثير وجلب الإحساس بالسحر إلى مركز الصدارة مجددًا.
