Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

كيف يستخدم القراصنة مهاراتهم لإظهار التضامن مع فلسطين في الجبهة السيبرانيّة

حرب سيبرانيّة

عندما نفكر في القراصنة، فإننا غالبًا ما نستحضر صورًا لشخصيات غامضة تعمل في الزوايا المظلمة للإنترنت لتخترق الأنظمة الأمنية بهدف تحقيق مكاسب شخصية أو بثّ الفوضى. ومع ذلك، هناك جانب آخر للقرصنة غالبًا ما يتم التغاضي عنه، وهو عالم “القراصنة الأخلاقيين”، أو  ما يعرف بـ”نشطاء القرصنة”، أي مزيج من “القرصنة” و”الناشطين. يستفيد هؤلاء الأفراد من مهاراتهم التقنية لدعم القضايا الاجتماعية والعمل من أجل الصالح العام. منذ أن بدأت إسرائيل قصفها لقطاع غزة، مسفرةً عن مقتل أكثر من 8000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، قرر عدد من نشطاء القرصنة من جميع أنحاء العالم استخدام معرفتهم الرقمية الفريدة للدفاع عن القضية الفلسطينية مع تزايد عدد القتلى. 

في الأسبوع الماضي، استحوذت رسائل من الفلسطينيين من مجتمع الميم في غزة على شبكة النقل في المملكة المتحدة، والتي تم سحبها من” Queering the Map”، وهي منصة على الإنترنت تسمح للأشخاص من مجتمع الميم في جميع أنحاء العالم بنشر رسائل مجهولة المصدر وموسومة جغرافيًا. كانت الإعلانات المخترقة من بنات أفكار مجموعة تسمى The Dyke Project، “مجموعة من المثليات المتحولين جنسيًا ورابطة الدول المستقلة وغير الثنائية والمثليين من جميع المعتقدات الذين يظهرون أن السدود مزدهرة”، وفقًا لسيرتهم الذاتية على “أكس” (تويتر سابقًا).

وكتبت المجموعة على موقع “أكس” : “عاجل: لقد قمنا باختراق أكثر من 100 إعلان للحافلات عبر شبكة TfL [Transport for London] في لندن. واستبدلنا الإعلانات بقصص من الفلسطينيين المثليين، ودعوة لإنهاء الاحتلال”.

وتضمنت الإعلانات أيضًا رسالة من The Dyke Project نصها: “يقف مجتمع المثليين مع أشقائنا الفلسطينيين. نحن جميعًا نستحق الحرية والأمان والانتماء”.

منذ أن بدأت إسرائيل قصفها للقطاع المكتظ بالسكان في 7 أكتوبر/تشرين الأول، قرر عدد من المتسللين الانضمام إلى القتال، واستهدفوا عشرات المواقع الإلكترونية الحكومية ووسائل الإعلام، بما في ذلك متسلل أردني قام بمقاطعة بث القناة 13 الإسرائيلية وشغل النشيد الوطني الفلسطيني “فدائي” مع تعليق: “فلسطين حرة وستبقى حرة”.

وفي الوقت نفسه، كشفت مجموعة “انونيموس السودان”، وهي مجموعة قرصنة، أنها تقف وراء الهجوم الذي عطّل النشر لبضعة أيام على صحيفة جيروزاليم بوست، الموقع الإخباري الأكثر قراءة باللغة الإنجليزية في إسرائيل.

في 26 أكتوبر/تشرين الأول، قوبل طلاب جامعة نورث وسترن في إلينوي بنسخ “مزيفة” من صحيفة المعهد التكنولوجي، ديلي نورث وسترن، والتي ظهرت متناثرة في مواقع مختلفة عبر الحرم الجامعي. وجاء في عنوان النسخة المُقرصنة للصحيفة: “بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قتلت إسرائيل 5087 فلسطينيا، بينهم 2055 طفلاً، و1119 امرأة، و187 مسنا”.

وجاء في عنوان آخر: “نورث وسترن متواطئ في الإبادة الجماعية للفلسطينيين”، وتضمن اقتباسات مزيفة من مديري الجامعات.

قالت صحيفة ديلي نورث وسترن على موقع “اكس” إنهم “على علم بالتلاعب بنسخ النسخة المطبوعة من صحيفة ديلي ويحققون في الأمر”.

هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الناس مهاراتهم الإلكترونية للدفاع عن القضية الفلسطينية. عُرف المجرم الإلكتروني الجزائري “حمزة بن دلاج” باعتباره متسلل كمبيوتر ماهرًا للغاية، حيث تمكن من اختراق أكثر من 200 بنك وسرقة مبلغ ضخم قدره 400 مليون دولار، وقد تبرع بجميع الأموال المسروقة لمختلف الجمعيات الخيرية في فلسطين.

على الرغم من أن تصرفات بن دلاج كانت غير قانونية، أصبح عالم القرصنة الإلكترونية المثير للجدل أداة قوية للتغيير الاجتماعي في عصر تلعب فيه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دورا محوريا في حياتنا اليومية. وبالنظر إلى التحيز المستمر لوسائل الإعلام الرئيسية عندما يتعلق الأمر بالتقارير عن فلسطين، إلى جانب انقطاع الاتصالات في غزة نتيجة للحصار، أثبت الناشطون الإلكترونيون أنهم فعالون في إعطاء صوت لمن لا صوت لهم خلال هذه الأزمة الإنسانية المستمرة.

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة