تتمحور مهمة مؤسسة “قبائل الريف” حول رعاية ومساعدة البنية التحتية في منطقة الريف، وهي واحدة من أفقر المناطق المهمشة في المغرب، حيث تقدم بلا كلل المساعدات الإنسانية ودعم الأمومة وغير ذلك من الخدمات التي يحتاجها متساكني المنطقة. في مقابلة سابقة، أعرب مؤسس المبادرة، سيدي ماسينيسا، البالغ من العمر 21 عاما، عن سعي المؤسسة إلى إنشاء واحدة من أولى مدارس الفنون على الإطلاق في منطقة الريف.بدأ هذا الهدف في التطور ببطء ولكن بثبات.
يتوسيع المساعدات الإنسانية لتشمل الفنون، سيقوم مركز فنون قبائل الريف المُعلن عنه حديثًا، وهو الأول من نوعه، بتعليم الشباب المستضعفين كل شيء بدءًا من الأزياء الراقية والموسيقى والرسم والمسرح واللغات والشعر وغيره. ومن دون أي تكلفة ومن أجل التعلم فقط، يقدم المركز الجديد دعمه من خلال تمكين وتدريب الفنانين الشباب من المغرب ويمّد يد العون إليهم للارتقاء بمسيرتهم المهنية للحصول على الاعتراف الدولي.
وبينما تدمج المنظمة أعمالها الخيرية في عالم الفنون، فقد عقدت شراكة مع مجوهرات دهيان، وهي علامة إكسسوارات صممتها يسرا نيشان وشاركت في تأسيسها نيكول أباتي. تشيد روح العلامة التجارية للمجوهرات بالحرفية المغربية، كما تهدف إلى إعادة ربط المرأة بجذورها من خلال تحويل المجوهرات التي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر إلى قطع يومية مع لمسة عصرية. ومن خلال القيم المشتركة، تهدف الشراكة إلى الحفاظ على الفن المغربي التقليدي مع خدمة الشباب والمجتمعات. هذا وتدعم مجوهرات دهيان قبائل الريف من خلال إطلاق قلادة مغربية تقليدية، حيث تذهب عائداتها مباشرة إلى الفنانين والمشاريع التعليمية لمؤسسة قبائل الريف.
في أقل من عامين منذ إنشائها، ساعدت مؤسسة قبائل الريف أكثر من 4000 أسرة في زلزال مراكش المميت عام 2023 وقدمت مساعدات غذائية منتظمة لـ 1500 شخص في إقليم الحسيمة. وقد ساعدت مبادرات مثل “الصندوق الأمزياني” في الحد من اكتئاب ما بعد الولادة ووفيات الأطفال، وينظمون الآن مهرجانا سنويا للموسيقى والفنون التقليدية في الحسيمة، إلى جانب العديد من المشاريع المثيرة الأخرى التي سيتم الإعلان عنها قريبا.
يضع النهج الجديد غير التقليدي للمؤسسة، والذي يقوم على الشراكة حصريًا مع عالم الموضة والفنون والترفيه والرياضة، قبائل الريف كواحدة من أكثر المنظمات التي يقودها الشباب فعالية وتأثيرًا في المغرب، مما يولد تغييرًا إيجابيًا مخصصًا بشكل أسرع من أي وقت مضى في المنطقة.
باعتباره شخصًا نشأ محبطًا بسبب المظالم التي لا نهاية لها والتي تتكشف في العالم، فإن جهود ماسينيسا البطولية توفر نظرة شعبية وإبداعية للمساعدات الإنسانية. يضمن هذا النهج طول العمر في تحسين حياة الناس ويساعد في تعزيز المهارات والممارسات التي يمكن أن تساعد المجتمع على الشفاء والنمو. وهل يوجد طريقة أفضل للقيام بذلك من خلال الفنون؟
