Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

تجار الحشيش المغاربة يمتنعون عن بيع بضاعتهم تضامنًا مع فلسطين

الشماكرية أو الحكومة؟

دائما ما يقترن أي حديث عن المغرب بموضوعين شائعيين وهما: السحر والحشيش. وأصبح الأخير موضوع اللحظة ليغمر محتوى وسائل التواصل الاجتماعي والصحف ولكن هذه المرة لسبب وجيه. فيما يستقبل الفلسطينيون الدعم من قبل العديد، تأتي وجة دعم مثيرة للاهتمام وغير متوقعة  من مجموعة غير تقليدية من الأفراد:  تجار الحشيش.

أفاد موقع “ميدل إيست آي” الإخباري ومقره المملكة المتحدة رفض تجار الحشيش الشوارع المغاربة الانخراط في أي عمل تجاري مع تجار المخدرات الإسرائيليين بسبب الحرب في غزة. نقلاً عن تقرير حديث نشرته قناة “ماكو” الإعلامية الإسرائيلية، يعيش بائعو الحشيش في الأراضي المحتلة حالة من الإحباط لأن الإمدادات تتضاءل ولا معالم حول انتعاشة قريبة نتيجة للمقاطعة المستمرة. ووفقا للمصدر الذي أجرى مقابلات مع بعض المعنيين الأوائل، فإن التجار يعانون من جفاف غير متوقع مما أدى إلى تعرضهم لخسائر مالية كبيرة ادعى البعض أنها وصلت إلى “عشرات الملايين شيكل على الأقل”.

ومع عدم قدرتهم على التعامل “مباشرة أو من خلال وسطاء” مع نظرائهم المغاربة، فإن هذا الإعلان غير المتوقع للتضامن تجاه شعب فلسطين من مجتمع مهمش يشير إلى أنه حتى أولئك المنخرطين في أنشطة غير قانونية يتشكلون ليصبحوا مدافعين عن حقوق الإنسان أكبر من معظم قادة الحكومة. ليس هذا فحسب، بل يبدو أيضًا أن الخارجين عن القانون في هذه الدولة الواقعة في شمال إفريقيا أكثر انسجامًا مع الضرورات الأخلاقية التي يتم المطالبة بها عالميًا، ويمارسون بشكل ملموس ما يبشرون به في لحظة الذروة عندما خرج الناس إلى الشوارع للتعبير عن استيائهم من سياسات دولتهم وانفصال السياسات الحكومية عن مشاعر المواطنين.

في السنوات الأخيرة، وقعت الملكية العلوية عددًا متزايدًا من الاتفاقيات الثنائية مع قوات الاحتلال، بما في ذلك الاتفاقيات العسكرية التعاونية، والشراكات الاقتصادية، والتحالفات الدبلوماسية، من بين أمور أخرى. ويأتي في مقدمة الانتقادات، إن لم نقل كلها، تطبيع البلاد مع إسرائيل، وهو ما يمثل تمثيلا مباشرا للفجوة القائمة بين تطلعات الشعب المغربي وأفعال أولئك الذين تم تعيينهم لجعل أصواتهم مسموعة بصوت عال وواضح.

 

Voir cette publication sur Instagram

 

Une publication partagée par Yassine Alaoui Ismaili (@yoriyas)

ويمكن ملاحظة مثال صارخ على هذا التنافر في السجلات منذ الأحداث المدمرة التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. فمنذ بداية ما وصفه منذ ذلك الحين مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، “أسوأ أزمة إنسانية” شهدها على الإطلاق، تحولت الأماكن العامة إلى أماكن مزدحمة حيث يتم التأكيد والتكرار على الدعوات لوقف إطلاق النار وقطع العلاقات مع إسرائيل. من حيث الأرقام، وصل عدد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين المسجلة في يوم واحد إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في 19 يناير، مع أكثر من 100 مسيرة من السخط اجتاحت الشوارع والساحات في جميع أنحاء البلاد. هذا وكان المغرب من بين الدول الخمس الأولى في العالم العربي التي حشدت أكبر عدد ضد الصراع وفقًا لتقرير للأمم المتحدة، والذي يؤكد مرة أخرى على مدى انخراط مواطني المملكة في القضية الفلسطينية.

فيما يُنظر إليهم على أنهم شريحة من المجتمع خالية من أي بوصلة أخلاقية على الإطلاق، وعادة ما تلجأ إلى العنف والجريمة لكسب لقمة العيش، يشير الوضع المستمر إلى أنه حتى تجار المخدرات أكثر التزامًا بالمبادئ من بعض هذه المؤسسات المحترمة، والتي يمكن أن تتعلم درسًا أو اثنان ممن يسمون “البلطجية”.

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة