إذا تم تنظيم مسابقة لتحديد أي جزء من الكوكب هو الأفضل في النواح والنحيب، من المؤكد حصول العالم العربي على المرتبة الأولى متجاوزا كل المناطق الأخرى بفارق كبير، مما يجعل الجميع يتساءل عن السر وراء هذا الكآبة الموسيقية. منذ طفولتنا، لطالما كنت فيروز مخصصة للصباح فقط، حيث كانت الطريقة التي تُعبّر بها عن حبها تجاه وطنها لبنان سببًا كافيًا لبدء اليوم بإحساس حلو ومر من الحنين والشوق واعطائنا هدفًا للاستمرار. في المقابل، تُركت أم كلثوم إلى الأمسيات، حيث كان صوتها الجميل يجذبنا إلى أعماق التأمل والاستبطان، ويتركنا نتساءل لساعات بعد أن أخر نغمة لنبقى في حالة من الرهبة والتأمل طوال المساء.
الآن، يبدو أن أحدث الحفلات في مهمة لإثبات أن عبقريتنا في تأليف الأغاني الحزينة لا تزال قوية كما كانت دائمًا. بل حتى أننا نعيش نهضة جديدة من هذه الموجة. تأتي “ليلة الدموع”، وهي حفلة موسيقية مخصصة لشد أوتار القلب وتشجيع البكاء والوليل، لتثبت ذلك.
View this post on Instagram
من المقرر أن تُقام في جدة يوم 24 أغسطس، جمعت هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية بعض المغنييّن المنتقمين من الغناء العربي التقليدي، وهم أحمد سعد، وتامر عاشور، وحمادة هلال، وهيثم شاكر، ومسلم، وطارق آل الشيخ، وآدم حمادة هلال. يعد الحفل حاملي التذاكر بالانغماس في أمسية من الألحان المثيرة للروح من شأنها أن تنقلهم عبر مجموعة كاملة من العواطف والمشاعر.
ومع توفر التذاكر بالأمس بأسعار تبدأ من 350 ريال سعودي، سيقدم المطربون المصريون الستة بعضًا من كلاسيكيات مجموعتهم الموسيقية السابقة والحالية، مما يعيد إحياء الذكريات العزيزة ويفتح بوابة الحنين على مصرعيها.
