Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

النساء الحوامل في غزة يخضعن لعمليات قيصرية دون تخدير

"أصبحت غزة مقبرة لآلاف الأطفال"

مع تفاقم الأزمة الإنسانية في الأراضي المحتلة، تفيد التقارير أن النساء الحوامل في غزة يضطرن إلى الخضوع لعمليات قيصرية طارئة دون تخدير، على الأرض وتحت ضوء الهواتف المحمولة بسبب قطع الكهرباء من قبل قوات الاحتلال. في الأسبوع الماضي، ظهر مقطع فيديو مروع عبر الإنترنت لطبيب في مستشفى ناصر يجري العملية لامرأة تدعى رنيم حجازي، التي كانت حامل في الأسبوع 32 عندما كادت أن تُقتل في غارة جوية إسرائيلية في جنوب غزة. بعد إنقاذها من تحت الأنقاض، أجرى الدكتور محمد قنديل، الذي لم يكن لديه مياه نظيفة لغسل يديه ولا مضادات حيوية للوقاية من الالتهابات (حتى أن بعض الأطباء لجأوا إلى استخدام الخل كمطهر)، عملية قيصرية طارئة بإرشاد من الضوء المنبعث من هاتفه المحمول لإخراج الجنين بأمان. ولحسن الحظ، نجا الطفل – وقد سُمي على اسم أحد أفراد الأسرة الذي توفي بسبب غارة جوية إسرائيلية.

لم تكن حجازي، التي فقدت ذراعها وكسرت ساقيها أثناء الهجوم، المرأة الوحيدة التي خضعت لعملية قيصرية طارئة في ذلك اليوم. وعلى بعد بضعة أميال فقط في مستشفى آخر في غزة، تم ولادة طفل آخر في الأسبوع 32 من خلال عملية قيصرية من امرأة حامل كانت تحتضر بعد أن أصيبت بغارة جوية إسرائيلية، ليصبح هو الناجي الوحيد في عائلته بأكملها.

بسبب القصف الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة والحصار المستمر الذي يمنع الإمدادات الطبية والغذاء والمياه والوقود من دخول القطاع المكتظ بالسكان، من المتوقع أن تلد أعداد متزايدة من النساء الحوامل دون تخدير في ظل تهاوي النظام الصحي في القطاع. حيث تم إغلاق ما لا يقل عن 12 مستشفى من أصل 35 مستشفى في غزة وما يقرب من ثلثي عيادات الرعاية الصحية الأولية منذ بدء العدوان. يعود الإغلاق للأضرار الحاصلة في هذه المؤسسات أو نقص الوقود، وهو ما يزيد من الضغط الإضافي على المرافق الصحية المتبقية التي لا تزال تعمل.

ووفقاً لوكالة الصحة الجنسية والإنجابية التابعة للأمم المتحدة، صندوق الأمم المتحدة للسكان، هناك 50,000 امرأة حامل عالقات في الصراع في غزة، مع أكثر من 160 ولادة كل يوم. ونتيجة للصدمة والتوتر الشديد، تعاني العديد من النساء الحوامل في غزة من الإجهاض والولادة المبكرة. إن الأطفال المبتسرين الذين يبقون على قيد الحياة ويعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي لمساعدتهم على التنفس يواجهون أيضًا الموت الوشيك بمجرد توقف المولدات التي تعتمد على الوقود المتضائل عن العمل.

والأكثر من ذلك، يتم إخراج النساء اللاتي لا يحتجن إلى رعاية حرجة بعد الولادة من المستشفى بعد ساعات قليلة بسبب الاكتظاظ. يُجدر الاشارة أن متوسط الإقامة في المستشفى بعد الولادة القيصرية هو من يومين إلى أربعة أيام. بما أن أكثر من 40% من سكان غزة أصبحوا الآن بلا مأوى بعد أن دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية مكان إقامتهم، يتعين على العديد من النساء البحث عن ملجأ، حيث الظروف ليست صحية دائمًا.

واضطر المدنيون والعاملون في مجال الرعاية الصحية إلى اللجوء إلى أساليب تكيف غير صحية وخطيرة في كثير من الأحيان للتكيف مع الحصار اللاإنساني. تعاني النساء والفتيات في غزة من تأخر الدورة الشهرية كيميائياً بسبب نقص المنتجات الصحية مثل الفوط الصحية والسدادات القطنية، بالإضافة إلى عدم إمكانية الحصول على المياه للحفاظ على نظافتهن. ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فإن مرافق المياه في غزة تضخ حالياً خمسة بالمائة من إنتاجها اليومي قبل الحرب. لا تتوفر حاليًا سوى ثلاثة لترات من المياه يوميًا للشخص الواحد في غزة لتلبية المتطلبات الصحية الأساسية، فيما يوصى بـ50 لترًا يوميًا كحد أدنى.

فيما تتفاقم المشاكل القديمة بسبب المياه القذرة التي اضطر الكثيرون إلى استخدامها منذ أن قطعت إسرائيل إمدادات المياه،  تضطر العديد من الأمهات بخلط حليب الأطفال مع المياه الملوثة لإطعام أطفالهن الرضع، مما يساهم في ارتفاع حالات الأطفال المعرضين للخطر.

ويعني نقص المياه النظيفة أيضًا اضطرار الأطباء، الذين يبذلون كل ما في وسعهم لتحقيق الاستقرار للمرضى وسط الانهيار التام لنظام الرعاية الصحية في غزة، إلى تطهير الجروح بمزيج من المياه المالحة والمياه الملوثة التي تتدفق من الصنابير، مما قد يؤدي إلى في المزيد من الالتهابات.

منذ 7 أكتوبر، توفي أكثر من 9000 فلسطيني، نصفهم من الأطفال، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. تقول منظمة إنقاذ الطفولة غير الربحية إن عدد الأطفال الذين قُتلوا خلال ما يزيد قليلاً عن ثلاثة أسابيع في غزة يفوق عدد الأطفال الذين قُتلوا في جميع صراعات العالم مجتمعة في كل سنة من السنوات الثلاث الماضية.

ووفقاً لجيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسف، فإن “غزة أصبحت مقبرة لآلاف الأطفال”.

صورة معتز عزايزة 

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة