غالبًا ما يتم تهميش تمثيل النساء اللاتي يرتدين الحجاب، إن لم يكن استبعادهن تمامًا من معظم الأماكن العامة، بعيدًا عن الوصول إلى مستوى الشمولية الكاملة – بغض النظر عن المنطقة. ومع ذلك، يبدو أن هنالك بعض من رياح التغيير في معظم الصناعات، حيث تمكنت الكثيرات من انتزاع حقهن في البروز وتحدي الصور النمطية. يتجلى هذا في ظهور عدد متزايد من الشخصيات المحجبة على الشاشات الكبيرة والصغيرة والمزيد من العارضات بالحجاب على منصات العرض ، بالإضافة إلى عدد كبير من المحجبات سواء في مجالات السياسة أو الألعاب الرياضية.
ومع بدء تضخيم قصصهن، أصبحت المبادرات التي تحتفل بحياة وتجارب النساء المحجبات شائعة بشكل تدريجي. وقد لفتت إحدى الجهود الأخيرة انتباهنا مؤخرًا لنهجها الرمزي في تعزيز التنوع والشمول. حيث سيتم رفع تمثال يحتفل بالنساء المحجبات في مدينة برمنغهام بالمملكة المتحدة الشهر المقبل. يُعد هذا التمثال هو أول تمثال على الإطلاق يصور امرأة محجبة. ويأتي هذا التمثال، الذي يبلغ طوله 5 أمتار ويزن حوالي طن، من تصميم الفنان التشكيلي الإنجليزي الشهير لوك بيري ، ليكون آخر مشاريعه في سجل أعماله حافل من دعم المجتمعات غير الممثلة.
سيتم تركيب التمثال المصنوع من الفولاذ، والذي يطلق عليه اسم “قوة الحجاب”، في منطقة سميثويك في ويست ميدلاندز – بالقرب من برمنغهام – في أكتوبر، بتكليف من مؤسسة ليجاسي ويست ميدلاندز، وهي مؤسسة خيرية انجليزية تعمل على تكريم تراث المهاجرين بعد الحرب.
وقال بيري لوكالات الإعلام: “هناك احتمال أن تكون هذه القطعة مثيرة للجدل لأسباب عديدة مختلفة.. لا أشعر أن أياً منها صحيح.. لكن هناك الكثير من الأشخاص الذين يعترضون على الاختلافات التي لدينا في مجتمعاتنا.. لكن مستقبل بلادنا يدور حول ما يوحدنا، وليس ما يفرقنا، ولهذا السبب من المهم أن يكون لدينا تمثيل في جميع أنحاء بريطانيا، لكل شخص يعيش هنا”، مؤكدًا أن ردود الفعل تجاه العمل حتى الآن “إيجابية حقًا”.
تصدر الفنان المولود في إنجلترا عناوين الأخبار مؤخرًا في شهر مايو لتصميمه منحوتة تحتفل بقرون من التاريخ البريطاني الأسود، في برمنغهام أيضًا، في محاولة للتأكيد على أن “التاريخ البريطاني الأسود هو التاريخ البريطاني” – وهي رسالة مباشرة أصبحت عنوانًا مسمىًا العمل الفني نفسه.
