في بعض الأماكن حول العالم، يتم الترحيب بالسياح بحرارة، بينما في أماكن أخرى، يتعرضون للاحتقار ويُنظر إليهم على أنهم دخلاء، إن لم يكن أسوأ. بالنسبة لمن يخطط لزيارة البندقية في أي وقت قريب، لن يتم استقبال أي سائح بأذرع مفتوحة حيث ستفرض السياسة المطبقة حديثًا على المارة رسومًا يومية لدخول المدينة العائمة.
وفقًا للإعلان الصادر عن المجلس المحلي للمدينة، سيُطلب من المتنزهين النهاريين دفع مبلغ رمزي قدره 5.45 دولارًا للوصول إلى مواقع محددة خلال موسم الذروة، أي فصل الصيف. في الفترة ما بين 25 أبريل و14 يوليو 2024، سيتعين على الزائرين التسجيل عبر الإنترنت حتى يتمكنوا من الوصول إلى البندقية بين الساعة 8:30 صباحًا والساعة 4:00 مساءً في أيام محددة ومعظم عطلات نهاية الأسبوع خلال تلك الفترة.
في حين أنه سيتم إعفاء كل من يقضي على الأقل ليلة واحدة من هذه الرسوم، سيحتاج هؤلاء إلى التسجيل للحصول على إعفاء إذا كانوا يخططون للتواجد في المدينة خلال الساعات المحددة. يطبق نفس الإجراء على الطلاب والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 عامًا، وكذلك المسافرين الذين يتنقلون عبر نقاط العبور مثل ساحة روما أو ترونكيتو أو ستازيوني ماريتيما، بشرط الابتعاد عن “المدينة القديمة”.
View this post on Instagram
أكثر من مجرد مناورة مالية، تأتي هذه الخطوة المثيرة للجدل، والتي كانت قيد المحادثات منذ عدة سنوات، لتكون جزءًا من جهد استراتيجي للتخفيف من تأثير السياحة على ثروات البندقية الثقافية والمعمارية. حيث ستُخصص الأموال المُجمعة للحفاظ على المواقع التاريخية في المدينة وصيانتها، وتأتي كرد فعل على التآكل الناجم عن توافد السياح المتواصل.
ومع ذلك، أشعلت هذه الخطوة الجريئة خطابًا أوسع حول الخط الدقيق بين تعزيز السياحة وحماية التراث الثقافي وقلقًا بشأن التداعيات الاقتصادية المحتملة في الأشهر التالية لتنفيذ هذه السياسة. مع ارتفاع معدلات التضخم والإنفاق الضيق في الاقتصادات العالمية، تجد البندقية نفسها على مفترق طرق الانتعاش الاقتصادي والحفاظ على الثقافة في وقت تجاوز فيه عدد أسرة السياح (49,693) عدد أسرة المقيمين (49,304).
