Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

محمد بورويسة يتحدّى افتقار عالم الفن إلى التنوّع

ضواحي باريس تجمع 11 فنان من ذوي البشرة الملونة

هل شعرتم يوماً بالملل من الاضطرار بشكل مستمر لتبرير هويتكم؟ أنتم لستم الوحيدين الذي يعانون من هذه المشكلة. لأن الفنانين من ذوي البشرة الملونة هم دائماً على خط التماس مع تلك القضية.

يقيم الفنان الفرنسي الجزائري محمد بورويسة الذي يتعاون مع علامة Louis Vuitton معرضاً جديداً بعنوانDésolé  والتي تعني باللغة الإنكليزية “Sorry” أو “آسف”، حيث يركز هذا المعرض على إبراز ذلك الشعور بالعزلة.

يضم المعرض 11 فناناً من أجيال مختلفة تُعرَض أعمالهم على مشارف مدينة باريس. يوضّح لنا بورويسة كيف يمكن ابتكار وعرض الأعمال الفنيّة خارج القواعد الضيّقة لهذه الصناعة.

يقول بورويسة “خطرت لي فكرة المعرض بينما كنت في نقاش مع الفنان ريان مكيردي المشارك في العرض” ثم يضيف قائلاً “لطالما كان المدرّسون في المدرسة يلومون مكيردي على تجسيد مواضيع تدور حول الذكورية المستوحاة من تجربته الشخصية في الحياة، لذا وجدت أنّه من الجنون أن يضطر طلاب الفن من ذوي البشرة الملونة أن يبرروا تأثير هويتهم على أعمالهم الفنية”.

لقد سئم الفنان بورويسة من رؤية الفنانين وهم يواجهون صعوبات في الدفاع عن رؤيتهم، لذا فقد شعر بأن الوقت قد حان لتعزيز رؤيتهم للثقافة التي لطالما استبعدتهم لفترة طويلة، بالإضافة إلى مساعدتهم على المطالبة بمساحتهم الخاصة بطريقة ذات معنى. يتابع بورويسة قائلاً “أنا أيضاً استخدم تعبير désolé تهكماً، كأن نقول: نعتذر ولكننا لن نغيّر ما نفعله”.

https://www.instagram.com/p/B22UMCroBH5/

على الرغم من أنهم يستخدمون جميع الوسائط المختلفة بما فيها الرسم والتصوير الفوتوغرافي والفيديوهات التوثيقية والرقمية، إلا أنّهم أيضاً قد طوّروا أعمالهم إلى قصص تعكس هويتهم ورؤيتهم لهذا العالم. 

يقول ليونيل بالوين مدير غاليري إدوار مانيه القائم في الضواحي خارج باريس والذي يستضيف معرض بورويسة “إن الأعمال تتلاقى وتتفاعل مع بعضها بشكل طبيعي”.  ثم يضيف “وهذا التفاعل يثبت حقيقة بورويسة الفنّان. تعجبني فكرة مراقبة الفنانين لأعمال بعضهم البعض”

تركّز أعمال الفنانة الفرنسية المغربية الجزائرية “سارة صادق” على عصر ما قبل الإنترنت الذي تتماهى فيه الحدود بين ما هو حقيقي وافتراضي. من خلال تحقيقات صحفية وأفلام علمية ثلاثية الأبعاد يعرض فيلمها Lacrizotiek (والذي يمكنكم مشاهدته بينما أنتم جالسون على مقعد من تصميم الفنان الفرنسي الجزائري نبيل بوليفة) مجموعة من المراهقين من داخل المدينة يتحدّثون عن وجود كائنات فضائية غريبة.

sara sadik

تقول الفنانة البالغة من العمر 25 عاماً “لطالما كانت الفجوة بيني وبين النظام التعليمي كبيرة جداً ومعقّدة”. ثمّ تتابع قائلة “لم يكن لدى المدرّسين وسائل لإرشادي ولم نكن نتشارك المراجع، لذا فقد كان عليّ أن أتعلم بنفسي كل شيء، وحتى اليوم أنا أفعل كل شيء بنفسي بدءاً من الكتابة إلى ما بعد الإنتاج، أنا أفعل كل ذلك بمفردي”.

كما يعرض الفنان مكيردي عملاً مستوحى من الأفلام الوثائقية حيث نرى مجموعة من الشباب وهم يقضون وقتهم فوق سطح مبنى في محيط باريس حيث يلعبون ألعاب الفيديو ويتحدّثون عن العنصرية ووحشية الشرطة. ونراهم يتسكّعون عالياً في أعلى المدينة. لكنه يشعرون بالأمان لأنهم قد وجدوا ملاذهم. يقول بالوين شارحاً المشهد “يبدو الأمر وكأنّه إعادة بناء مجتمع مثالي صغير، إنّه المجتمع الذي ينتمي إليه هؤلاء الشباب”

rayane_mcirdi

من بين العروض البارزة الأخرى عرض الفنّانة “نويلا تشيرماك يشتي الذي تضمن رسومات قوية مناصرة لحقوق المرأة وتصور لالفروق الدقيقة في مجتمعها. كما يُجسّد الفنان “سفيان عبابريالحياة الجنسية المثلية للأشخاص من ذوي البشرة الملونة عبر رسومات ملوّنة تكشف بناء الجنس والعرق كما أنّها تسخر من قضايا تتعلق بوحشية الشرطة الفرنسية.

https://www.instagram.com/p/B3Cy7rDCWjM/

https://www.instagram.com/p/B0ktBGMo7D8/

كما سيشارك الناقد المبدع والفنان الفرنسي الإفريقي الشهير هنري تايلور في المعرض بلوحة بعنوان Victor M. Brown ‘This is Not a Mug Shot’. كما كان له مشاركة متميّزة في معرض banlieue. يقول بورويسة “يمكننا أن نسخر من أولئك الذين يتجاهلوننا”.

يستمر معرض Désolé لغاية 14 ديسمبر في غاليري إدوار مانيه، جينيفييه

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة