لا أزال أتذكر بطء اليوم الأول من مهرجان MOGA. بالرغم من تخلل فترة ما بعد الظهيرة إيقاعات رائعة ومقطوعات مُبهجة بجانب حمام السباحة، لكن رواد المهرجان الذين كانوا على علم بأن عليهم تحمل ثلاثة أيام مكثفة من البحر والمشروبات والشمس، ما زالوا بعيدين عن الوصول إلى ذروة تجربتهم. عندما كانوا يستكشفون ببطء فناء Sofitel ويتجولون حول مرافق الموقع الأصلية، بدأ المشاركون أخيرًا في الدخول في أجواء أحد أكثر الأحداث المتوقعة في المملكة. من جانبنا ، كنا قادرين في هذه الأثناء على الجلوس مع بعض الفنانين المفضلين لدينا.
في الأسبوع الماضي، نقلتنا الجمعية المغربية للأزياء والفنون إلى مدينة الصويرة الزرقاء لحضور أحد أكثر المهرجانات الموسيقية الإلكترونية شهرة في المغرب. لمدة ثلاثة أيام، تجولنا في جميع أنحاء جنوب المملكة للاحتفاء بالأسماء الأكثر احترامًا وشهرة في الصناعة. شعرنا بشكل ملموس بالإثارة التي شاركها الحاضرون من العروض القادمة وتمكنا من الجلوس مع الدي جي والمنتج الموسيقي عبد الرحمن الحد ، المعروف باسم Mr. ID ، بين جدول أعماله المزدحم .
يُعد لاعب كرة السلة السابق المولود في الدار البيضاء أحد أبرز الشخصيات في المشهد الموسيقي المغربي، حيث يصل مستمعوه على سبوتيفاي إلى 100،000 مستمع شهريًا ومتابعونه على الأنستجرام إلى أكثر من 30،000. بفضل أسلوبه الذي يترجم الهوية العربية الأفريقية إلى أصوات تكنو وإيقاعات سريعة، تُعتبرإنتاجات Mr. ID على أنها بوتقة من الإلهام ثرية بالثقافة. وهو ما برهنه الدي جي من خلال إصدار ثلاثة مسارات بالاضافة الى 13 أغنية فردية منذ عام 2015. أكثر من مجرد فنان عادي ، فإن أعمال Mr. ID تبعث طاقة جيدة ساحرة لكل من يسمعها. وهو ما كان يستعد له في MOGA في بضع ساعات. ولكن قبل صعوده إلى المسرح، خصص لـMILLE لقاء قصيرا وحدثنا عن بداياته الموسيقية وأسلوبه الموسيقي وتحضيراته للمستقبل.
كيف تصف كل ما تفعله؟
أنا موسيقي ودي جي ومنتج من المغرب. وصف قصير لكن واضح.
كيف دخلت عالم الموسيقى؟
لقد بدأت كلاعب كرة سلة. وعندما نُفكر في كرة السلة نفكر فورًا في ثقافة الهيب هوب والراب. وهو ما قادني في النهاية إلى طريق الـ New Disco ، وهو النوع الذي يحمل إيقاعات أسرع وأكثر قوة، ليفتح أمامي أبواب الموسيقى الإلكترونية.
Voir cette publication sur Instagram
كيف تصف أسلوبك الموسيقي؟
ممكن أن أقول أولا أنني أركز على الأصوات المغربية والإفريقية مع اضافة لمسة إلكترونية لكي تصل موسيقاي للجميع بغض النظر عن العمر أو من أين يأتون.
لماذا تعتبر العنصر المغربي والإفريقي مهما في موسيقاك؟
لأنها ثقافتي وهي ما تجعل من الموسيقى غنية جدًا. إنها جذوري وأعتبر نفسي محظوظا جدًا بهذه الخلفية التي حظيت بها منذ الولادة. إنه المكان الذي استلهم منه الكثير وكان لدائرتي المقربة وخاصة عائلتي دور كبير.
أنا محاط بالكثير من الإبداع. هناك أصوات وألحان لا تكاد توجد في أي مكان آخر في العالم. أشعر بأنني محظوظ لوجودي في قلب كل هذا.
بالعودة إلى موسيقى الهيب هوب والراب، شهدت السنوات القليلة الماضية ازدهارا في المغرب. هل تعتقد أن صناعة الموسيقى الإلكترونية المغربية يمكن أن تأخذ نفس النهج؟
بالتأكيد! هناك الكثير من الإمكانات الواضحة والجلية. قد يستغرق الأمر بعض الوقت ولكن اللحظة المناسبة ستأتي بالتأكيد. في السنوات الست الماضية، كان النمو مذهل وهو ما يجعلنا نرى المزيد والمزيد من منسقي الأغاني والمنتجين يشقون طريقهم إلى العالمية. لذلك فأنا متأكد بأن المستقبل سيكون مشرقا.
هل تجد نفس عدد المواهب في جميع أنحاء المنطقة؟
طبعا نعم .. لا يمكننا الحديث عن “المشهد العربي الإلكتروني” دون ذكر “Shkoun” أو “Acid Arab“. منطقتنا لا تقل أهمية. أي شخص يأتي إلى المنطقة، من المغرب أو أي مكان آخر، سيصاب بالجنون والذهول فور ما يبدأ في دراسة إيقاعاتنا وإجراءاتنا. ما يقع على عاتقنا هو تصديرها بشكل صحيح لكي يتسنى للجميع التعرف على ثراء صناعتنا.
لكن، التأشيرات هي الحاجز أمام وضع المغرب على الخريطة. يكافح الفنانون للسفر وهو ما يضر بثقافتنا ويجعل عملية نقل موسيقانا إلى الخارج أكثر صعوبة. مع حقيقة هذا الحاجز، من حسن الحظ وجود عدد كافٍ من المنصات الحليفة مثل MOGA التي تحترم الفنانين وتضمن جمع أكثر من نصف المشهد في مكان واحد لمدة ثلاثة أيام وتسليط الضوء عليهم أمام حشد متعدد الثقافات وعالمي ليفتح لهم فرصا لا متناهية.
Voir cette publication sur Instagram
كيف يساعد Mr. ID الجيل القادم من منسقي الأغاني على التنقل في المشهد؟
أنا بالفعل أقوم بالعديد من الانتاجات للعديد من الفنانين الآخرين من خلال علامتي التجارية “El Baraka Family“. عبر مشاركة وتقاسم تجربتي وخبرتي مع الآخرين، نقوم بمساعدتهم في إدارة حياتهم المهنية والتأكد من أن إصداراتهم تتوافق مع أعلى معايير الصناعة. الأمر مهم جدا بالنسبة لي لأنني أتذكر الأشخاص الذين قدموا يدهم ونصحوني عندما كنت في بداياتي وأرغب في رد الجميل لأولئك الذين يعيشون في وضع مشابه لما كنت عليه قبل عامين.
تقوم مهمتنا على تقاسم خبرتنا ولا نرغب بأي شكل من الأشكال في حراسة البوابات الإعلامية. فنحن في مهمة جماعية للوصول الى القمة ، لذا كلما كنا أكثر كلما كان ذلك أفضل.
ماذا تخبئ للجمهور في الوقت القادم؟
أعمل حاليًا على علامة تجارية للملابس. يحب الجميع ملابسي التي تصنعها أمي بنفسها، فلماذا لا نشاركها معهم؟ سأكون أسعد رجل إذا تمكنت من مشاركة ذلك بالإضافة إلى الموسيقى التي تحظى بقاعدة من المعجبين. لا أستطيع التحدث أكثر عن التفاصيل أو اسم العلامة لكنني بالتأكيد سأبقيكم على اطلاع.
