يقول المصور الإيطالي المغربي كريم المقطفي البالغ من العمر 26 عاماً والذي كان مفتوناً منذ طفولته بالفانتازيا – وهو تقليد مغربي ساحر لعروض فروسية يعود تاريخه إلى القرن الثامن – “تعرفت على هذا التقليد من خلال الحكايات التي أخبرني بها والداي عندما كنت طفلاً”. وبعد أن سافر إلى بوزنيقة، مسقط رأس والده خلال صيف عام 2017، رأى المصور الشاب أخيراً فن الفانتازيا بعينيه، وقرر القيام بسلسلة مصورة لتجسيد جوهر هذا الفن القديم.
بدأ المقطفي بالتقاط الصور من هاتفه المحمول القديم عندما كان في سن المراهقة. ثم قرر بغريزته بضرورة ترقية أدواته. فبعد إدخاره للمال، تمكن من شراء كاميرا والتسجيل في دورة للتصوير الفوتوغرافي ليتمكن من فهم تقنية هذا الفن. فيقول المقطفي “أذكر أنني أخبرت أستاذي بأنني اكتشفت خلال هذه الدورة ما أريد أن أفعله في الحياة”، ثمّ أضاف “عندما وصلت إلى سن 18 عاماً، انتقلت إلى ميلانو وخصصت وقتي للتصوير الفوتوغرافي”.
ومنذ ذلك الحين، استخدم المقطفي عدسة كاميرته لاستعراض مواضيع مهمة مثل الهوية والانتماء والذاكرة. حيث يقول “هذه المواضيع تهمني كمصور وكإنسان”. تعتمد طقوس الفانتازيا على روحٍ حماسية، وفيها ينطلق مجموعة من فرسان الخيل على أحصنتهم معاً على طول مسار مستقيم بنفس السرعة لتشكيل صفٍ واحدٍ، قبل إطلاق النار في السماء باستخدام البنادق القديمة، ورغم ذلك الجو الحماسي إلا أن صور مجموعته تحتوي على خاصية شاعرية ومعنوية إلى حدٍ ما. كما يؤكّد المصور “يهدف تصويري الفوتوغرافي لرؤية الناس يتقبلون الثقافات الأخرى ويتضامنون معها”.
