4 نساء عربيات لا يرغبن في الزواج

الزواج ليس بالضرورة القرار الصحيح

قد تكون أغنية بيونسيه “Single Ladies” الحائزة على العديد من الجوائز بمثابة أغنية احتفالية للكثيرين، لكن يبدو أن هناك منطقة بأكملها لا ترى الموضوع الذي تطرحه الأغنية من نفس الزاويّة.

تعيش النّساء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن بيئات تُغيّب المرأة وتحرمها من حقّها في المشاركة والانخراط بمجالات المجتمع المختلفة، حيث يرى المجتمع وبعبارة أبسط أنّ مكان المرأة بيتها.

ما لم يحالف الحظ المرأة في دخول القفص الذهبي، فقد يكون من الصّعب نسبياً أو حتّى شبه مستحيل أن تعيش حياة خالية من الضّغط والتوتر كونها غير متزوجة مع الأخذ بعين الاعتبار نظرة المجتمع لها ووصمة العار التي ستلاحقها معظم أيام حياتها.

فتسمية العانس منتشرة بكثرة في المنطقة، مع التنويه إلى أنّ بعض البلدان ما تزال تطلب من المرأة الحصول على موافقة والدها أو زوجها أو عمّها قبل السفر أو العمل. ويمكننا القول أن النّظام الذكوري لا يزال يتحكّم ويسيّر معظم بلدان العالم العربي ويجعل نطاق الحياة أكثر تعقيداً من اللازم.

لنتحرّى أكثر عن الموضوع، سألنا أربع نساء عن شعورهنّ حيال قرارهنّ بعدم الزواج.

آنييس حجار، 20 سنة

لا أطمح بالزّواج لأنني بكل بساطة لا أظنّ أنني بحاجة إلى عقد غير ملزم لإثبات أهميّة علاقتي بشخص ما.  بالتأكيد لا أعتقد أن بقاء الامرأة عزباء أمر مقبول بشكل عام، والدّليل على ذلك تلك العبارات المبتذلة التي يتم وصفها بها مثل “crazy cat lady”. أشعرُ بأنه يتعينُ عليكِ دائماً تبرير السبب وراء اختياركِ أن تكوني وحيدة أو على الأقل غير متزوجة. بالنسبة لأصدقائي ووالدايّ، أقول رأيي كما هو بغضّ النّظر عن وجهة نظرهم في هذا الموضوع، ومع ذلك عندما يتعلق الأمر بأسرتي التي تعيش في شمال إفريقيا أو أي شخص بالغ بشكل عام، كثيراً ما أتجنب النقاش وأختبئ خلف حقيقة أنني أبلغ من العمر 20 عاماً وأستخدمها كحجة للتحايل وتجنّب المزيد من الاستجواب.

روان علي، 22 سنة 

بصفتنا نساء من الشرق الأوسط، فإن جزءاً من ثقافتنا مبني على أخذ موافقة والدينا بكل شيء وهو أمر جيّد وسيئ في نفس الوقت لأننا في لحظةٍ ما ندرك أن الكثير من هذا الحب الذي منحونا إياه كان مشروطاً. قال لي والدي خلال فترة تواجدي في مصر في الآونة الأخيرة علماً أنّني مصريّة أمريكيّة: “أحد مشاريعي هو أن تتزوجي”. شعرت بالحيرة وقتها وأعدت التفكير في كلامه، مشروع؟ لقد أحزنني ما قاله لأنه إن دلّ على شيء فهو يدلّ على جهلٍ تام. يركّز الكثير من النّاس حول العالم بشدّة على فكرة الزّواج لأن الكثير منهم يعتقد أنّ الزواج يجلب السعادة ويربط بينهما، بينما في الحقيقة الأمر ليس كذلك. يريد والدي أن أتزوج قريباً ظنّاً منه أنّني إذا تزوجت سأكون في غاية السّعادة، علماً أنه في الواقع كثير من الناس يعيشون في زيجات بلا حب وفي نفس الوقت يخافون الانفصال أو فعل أي شيء حيال الأمر. قد تتساءل ماذا كان ردّي على والدي عندما أخبرني أنه يريدني أن أتزوج، كان ردّي في الواقع بسيطاً للغاية. قلت: “أفضّل الموت على الزواج” وهذا بالضبط ما أشعر به. أعلم أنّ المجتمع المصري يستهجن فكرة عدم زواج المرأة لكنّني لا أهتمّ بما يفكر فيه المجتمع، أنا أهتمّ بسلامتي وسعادتي أكثر من أيّ شيء.

لا شكّ أن حياة المرأة غير المتزوّجة في كاليفورنيا أسهل بكثير ممّا هي عليه في مصر، ففي مصر هنالك فرصة أكبر لأن يقترب مني رجل ليتحرّش بي في حال كنت أسير بمفردي بالمقارنة مع إذا كنت برفقة رجل. الحقيقة هي أنّ حضور الرجل يفرض احتراماً أكبر وعندها لن يجرؤ أحدٌ على محاولة الاقتراب مني وأنا في حضرة رجل آخر، وهذا بحدّ ذاته أمرٌ مخيبٌ للآمال تماماً ونابعٌ من النظام السلطوي للرجل.  وللإجابة عن السؤال، نعم يمكن للمرأة غير المتزوجة في كلتا المنطقتين (مصر وأمريكا) أن تحيا، لكن اعلمي أنكِ في مصر ستتعرضين في كثير من الأحيان للهراء من قبل المجتمع لعدم زواجك خاصّة وأنك تتقدمين في السّن أو سيحاول غرباء عشوائيون الإيقاع بك، ولكن كل تلك الأمور مقدور عليها.

سارة شعبي ، 21 سنة

لم أفكّر مطلقاً بالزواج باعتباره هدفاً أساسياً أسعى للوصول إليه، في الواقع لا أملك حتى فكراً إيجابياً حول الموضوع على الإطلاق، كل ذلك يفسّر سبب عدم كونه شيئأً أتطلّع إليه . في الوقت الحالي، لا أحد يزعجني بشأن هذا الأمر باستثناء بعض أفراد الأسرة الذين يميلون إلى السّؤال عن موعد إنهاء دراستي لمعرفة متى يمكنني الزّواج بأحدهم. عندما أحاول شرح الأسباب الكامنة خلف أفكاري ولماذا لا أطمح للزواج، يظنّ الناس عادةً أنني مكتئبة وأنّني حزينة.  يبدو الأمر كما لو أنّه لا يتم الاستماع إلي، ولا يتم أخذ رأيي على محمل الجدّ. على الرغم من أنّني لا أشعر بأي ضغط حتى الآن، أعلم أنّني سأشعر به في غضون عامين، وحتّى إن غيّرت رأيي وتزوّجت، فإنّ المجتمع سيضغط عليّ لإنجاب الأطفال وما إلى ذلك إنها حقًاّ حلقة لا تنتهي.

لينا محمود، 25 سنة

 أشعر أن جيلنا يجب أن يكون قد تجاوز فكرة الزّواج والالتزامات طويلة الأمد. أشعر بأن الوقوع في الحبّ والعيش في سعادة دائمة هي فكرة يحاول الكثيرون الوصول إليها دون جدوى وينتهي بهم الأمر بمحاولة لتسوية الأمور بطريقة لا تجلب إلّا الإحباط والنّدم. بعد أن عشت في ليبيا جزءاً كبيراً من حياتي، لاحظت أن الناس في الوطن يتزوجون بسبب الوضع الذي سيوفره لهم هذا الزواج بدلاً من التّواصل الحقيقي الذي سيشعرون به تجاه بعضهم البعض، ولا يمكنني إلقاء اللوم عليهنّ. يكاد يكون من المستحيل تصوّر حياة امرأة عزباء، أو يمكن ذلك ولكن بأي ثمن؟ التعرّض المستمرّ للتحرّش والإساءة؟ عيون العديد من الرجال المتربّصين لها ليلاً ونهاراً وحتى عدم أخذها على محمل الجدّ في العديد من الأعمال الرسميّة ممّا يدفعنا للجنون؟ يولّد كل هذا حملاً زائداً مضافاً لمدى التوتر الذي نتعرض له جميعنا أساساً في ظل الظروف العالميّة الحاليّة مما يدفعني لمحاولة إيجاد سعادتي بمفردي.

 

 اقرأ أيضاً: سألنا 5 نساء مسلمات فيما إذا كنّ يقبلن مواعدة أشخاص غير مسلمين

شارك(ي) هذا المقال