باعتبارها مغنية وفنانة تشكيلية وشاعرة وممثلة، فإنّ ريمي عقل بكل ما للكلمة من معنى قوة لا يستهان بها. كما أنّ هذه الفنانة اللبنانية الجريئة ذات الشعر البني متمرّدة أيضاً. تشتهر بأسلوبها الحاذق في طرافته والجرأة في التعبير عن تمردها ضد كل أشكال الظلم. تأتي العقليات الأبوية والأنظمة الفاسدة ووسائل التواصل الاجتماعي في المرتبة الأولى ضمن قائمة الموضوعات التي تناولتها حتى الآن، يكن من الواضح بأنّها البداية فقط.
تمكنت عقل في عام 2020 من جذب انتباه جمهور أوسع فقط ، إنّ كلماتها المؤثرة التي نُشرت ضمن سلسلة من خمسة مقاطع فيديو خلال ذروة ثورة أكتوبر 2019 في لبنان جعلت منها شخصية بارزة بين الشباب الجريء في هذا البلد الشرق أوسطي.
ومنذ ذلك الحين حازت هذه الفتاة البالغة من العمر 28 عاماً على أكثر من 70 ألف متابع على الإنستاغرام، على الرغم من أنّها لا تزال تركز على الشعر، إلا أنّها برزت كفنانة بوب صاعدة من خلال فيديو موسيقي لأغنيتها Unfollow Me. من خلال العمل حصرياً مع طاقم عمل عربي لإنتاج هذا الفيديو، تم رصد هذه المواطنة التي تنحدر من عين الرمانة وهي ترقص على أنغام أغنية تجارية وتغني كلمات خفيفة الظل ومرحة على غرار أغاني الحب النموذجية في ثقافة البوب.
https://www.instagram.com/p/CBtGqV5JSJT/
وأوضحت عقل في منشور عقب إطلاق الفيديو الموسيقي “إنّه بمثابة رسالة بسيطة وسريعة وساخرة ومسلية موجهة لعشاق”. كما شرحت في نفس المنشور عن ممارستها الفنية “أنا لست مغنية ولست راقصة ولست ممثلة ولست مخرجة، أنا مؤدية للفن وراوية لقصص بصرية رقمية.”
تم إطلاق هذا الفيديو الموسيقي في يونيو 2020. نشرت عقل في 4 أغسطس أي قبل ساعات فقط من انفجار بيروت عملاً آخر بعنوان Musical Pause حيث صورت فيه متاهة النزاع العربي الكلاسيكي من خلال قصّة بصرية تدعو الشباب اللبناني إلى التفكير في أسلوب حياتهم واتخاذ إجراءات مناهضة للحكومة.
https://www.instagram.com/p/CDdjtmiJzEs/
ثم تابعت “لماذا لم يحدث التغيير؟ لأنكم تفضلون تناول الخس في كل يوم من أيام الأسبوع، وتثملون أيام السبت، وتتناولون الولائم أيام الأحد. ثم تعودون إلى تناول الخس يوم الاثنين”. “لماذا لم يحدث شيء؟ لأنكم استسلمتم، ولأنّكم كسولين وخائفين وجبناء”.
https://www.instagram.com/p/CEBW93WJ5dD/
وبعد أسبوعين فقط، أي في 18 أغسطس، وجهت عقل كلماتها إلى الرئيس اللبناني ضمن فيلم فيديو. حيث قالت “عزيزي الرئيس نأمل في شيء واحد فقط: وهو أن تغادر”. أما الفيلم الذي أعقبه كان موجهاً لبقية قادة لبنان الفاسدين.
ما المتوقع منها في المستقبل؟ يمكننا فقط أن نخمن أنه مهما كان ما ستفعله، فلن يكون شيئاً أقل تمرّداً.
