إن الجزء الأكثر صعوبة في التفكير بنفسي في سن المراهقة هو التساؤل عن النصائح التي سأقدمها لها. فالآن وبعد بلوغنا سن الرشد، هناك بعض الأشياء التي أود أن أقولها – لكنني غالباً ما أتردد بين تقديم النصح والدروس لتلك النسخة الأصغر سناً من نفسي أو السماح لها بالرحيل تماماً.
الحقيقة هي أنني لن أتمكن من تغيير شيء من الماضي. فشخصيتي سابقاً، هي التي جعلتني على أنا ما عليه حالياً. لقد تأثرت بكل جزء صغير من سنوات المراهقة، ومنحني كل عام تجربة جديدة أو أفكاراً أو تعويذة أو اعتقاداً ما، سواء بقيوا معي أم تغيروا.
والأشياء التي أود إخبار نفسي عنها في سن المراهقة ليست أشياء أتمنى أن أفعلها. بل إنها مجرد دروس تعلمتها على مر الزمن وكلمات لمنح الطمأنينة. وإذا كنت سأتحدث مع نفسي البالغة من العمر 15 عاماً، فهذا ما سأخبرها به:
ستتقبلين الذنب الإسلامي، ولكنكِ لن تستسلمين له
فكوني ترعرعت في بيئةٍ مقيدة وثقافة تتفشى فيها فكرة العار – من الطبيعي أن أكبر وأنا مقيدة بمشاعر الذنب والقلق من بعض الأفعال والتصرفات البسيطة مثل الرد على مكالمة هاتفية من أحد الأصدقاء أمام والداي. ومع تقدمكِ في السن، يصبح الشعور بالذنب مرتبطاً بكل خطوة من خطوات المواعدة. ومع ذلك، عندما تبلغين الخامسة والعشرين من العمر، سيسألك الجميع: أين زوجك؟ لذا، نعم، استمري بالمواعدة.
غريزة والديك عن أصدقائكِ كانت في الغالب صحيحة
فكل صديق لم يعجب أمي، تسبب لي بالأذى في النهاية.
لم يفتكِ أي شيء في كل تلك الأوقات التي لم يسمح لكِ والديكِ فيها بالذهاب إلى الحفلات
تقبلي فكرة الفومو (وهو مصطلح يعني الخوف من أن يفوتكم حدث ما دون أن تُشاركوا به)
العمل الجاد سيؤتي ثماره بكل تأكيد
وهذا ليس بسبب تجربتي الخاصة فقط؛ بل من كل شخص أعرفه كرّس الوقت لأهدافه وهو الآن يتنعم بمكانة رائعة على الصعيدين المهني والشخصي. شيء واحد يمكنني أن أقوله وهو أنه من الجيد أن ندرك أن كل الوقت الذي قضيناه في العمل من أجل تحقيق هدف ما، كان يستحق كل هذا العناء.
مواصلة الثقة بحدسكِ
لطالما كانت تلك الفكرة موضع تساؤل، ولكن كلما رأيتِ نتائج رائعة، كلما تعلمتِ أن تثقي بحدسكِ أكثر.
صورة Kevin Laminto