tunisia flea market excreament

تُعتبر أسواق السلع المستعملة في تونس، أفضل وجهة خفيّة لإيجاد أزياء كلاسيكية

منسق أزياء علامة Rick Owens يعثر على أزياء كلاسيكية قديمة من Helmut Lang في شمال إفريقيا

tunisia flea market excreament

خلال نشأتي، كان الذهاب إلى سوق السلع المستعملة في الهواء الطلق نشاطاً أسبوعياً لي ولأمي، كما كان الحال بالنسبة للعديد من التونسيين. لكنني لم أدرك قيمة هذه السلع الحقيقية حتى وقت قريب فقط، خاصةً وأنني نشأت وأنا أتمنى الحصول على قطعٍ لبعض المصممين المشهورين التي لم أكن أستطيع تحمّل ثمنها.

تمتلئ هذه الأسواق (أو كما نسميها frippes) بالجواهر الخفية. فقد أهدتني صديقتي مؤخراً زوج أحذية من برادا أثناء رحلتها إلى صفاقس والذي دفعت ثمنه ما يعادل دولاراً واحداً فقط. كما اشترت والدتي وشاحين من فيرزاتشي بطريق الصدفة في الشهر الماضي. إن هذه الأسواق مليئة بالمفاجآت  وكان الأمر مجرد مسألة وقت إلى أن قام شخص باستثمارها لتُصبح عملاً متكاملاً له.

حيثُ انتقل المدير الإبداعي ومنسق الأزياء تشان فو الذي عمل لدى كل من: ريك أوينز وبوريس بدجان صابري وزيغي تشن، إلى تونس لإطلاق متجره الإلكتروني الذي يقوم فيه ببيع المنتجات التي اشتراها من أسواق “frippes”.

https://www.instagram.com/p/B34y_1LoCZw/

فبعد أن أمضى السنوات القليلة الماضية في ليون كمدير فني ومدير مشتريات لمتجر Essampi ، والذي يُعتبر من أهم المتاجر الخاصة في المدينة، يعيش الآن في مدينة المرسى التونسية حيث غالباً ما يمضي أيامه وهو يبحث في أكوام الملابس.

أطلق فو على متجره اسم Excreament (نعم، ما تعتقدونه صحيح وهو يعني “البراز”)، ولكن الاسم له معنى أعمق مما تعتقدون. فمن خلال مزيج بين اللغتين اللاتينية والفرنسية، يُصبح معنى هذه الكلمة وفقاً لفو “العمل هو الذي سيخرجكم من الأوضاع السيئة”.

يضم المتجر حالياً قطعاً مختلفة من هيلموت لانغ وكينزو إلى نايكي وأديداس، وكلها من أسواق السلع المستعملة التونسية.

https://www.instagram.com/p/B5Cq2G2oft2/

يقول فو موضحاً سبب انتقاله إلى تونس “لقد رأيت الكثير من الإمكانيات والفرص هنا وقررت أن أفتتح متجراً إلكترونياً لبيع المنتجات المستعملة والكلاسيكية“.

تتميز هذه الأسواق بازدحامها وضجيجها، ولكن يبدو أن هذا ما يجعل فو مستمتعاً بها فيقول “أحب الذهاب إلى هناك لأنني أحب هذه الأجواء الفوضوية. وكما هو الحال في المعارض والأسواق الأخرى، يقوم البائعون هناك بالترويج لبضائعهم بالغناء كمطربي الراب بكلمات لا أستطيع فهمها. وتبدأ الحياة في هذه الأماكن منذ خيوط الفجر الأولى”.

إن عثور فو على قطعٍ لمتجره ليس بالأمر السهل، إذ يجب التحضير قبلها بيوم، فيشرح قائلاً “أقوم أولاً بتفقد مخزني وما الذي ينقصني مسبقاً، ثمّ أرتدي ملابس رياضية وقبعة (لمزيدٍ من الراحة) وآخذ معي حقيبة الظهر الكبيرة مع اثنين من أكياس البقالة الكبيرة. وغالباً ما أذهب إلى هذه الأسواق مرتين إلى ثلاث مراتٍ في الأسبوع”.

https://www.instagram.com/p/ByWi34YoDKu/

إن هذه الأسواق ليست مزدحمة فحسب، بل ضخمة أيضاً، إذ تقدر مساحتها بحجم ملعبي كرة قدم. قد يبدو قضاء ساعات من البحث في مئات الأكوام غير منطقياً باعتبار أن هناك الآلاف من الأسواق في شوارع تونس الضيقة. ولكن عندما تجدون قطعة ثمينة بسعرٍ رخيص عندها ستعرفون لماذا يستحق الأمر كل هذا العناء.

ويُضيف فو “أعتقد أنني أحب البحث واصطياد الأشياء الغريبة والعثور على تلك القطع الثمينة الصغيرة. أحب اكتشاف تلك الأشياء التي تتمتع بخصائص مميزة، كأن يكون شكلها غريب أو مضحك أو ذات خامة فاخرة، فأنا أحب المفاجآت، وهذا بالضبط ما تدور حوله هذه الأسواق. إنه لمن المفرح حقاً أن تتمكنوا من دفع ثمن ما ترغبون بالحصول عليه، فقد عثرت مؤخراً على سروال من علامة Helmut Lang من مجموعة عام 1999، وكان الأمر يشبه الحفر في نهرٍ والعثور على الذهب. آمل أن أجد قريباً قطعاً من راف أو غوتييه”.

excreament.com

شارك(ي) هذا المقال