في حال كنتم من أولئك الذين يهتمون بالتاريخ ستعلمون بالتأكيد كيف كان الشرق الأوسط هو الموطن الأساسي للعديد من الحضارات الأولى في العالم، وينطبق هذا الكلام أيضاً على عالم الطهي فلا يمكن لمعظم العالم أن يستطيع الاستغناء عن عالمنا، ويعد الخبز وزيت الزيتون من الأمثلة البارزة على ذلك. لقد ترك العالم العربي أثراً كبيراً وصل إلى أمريكا اللاتينية، وكما اتضح لقد لعبت المنطقة دوراً رئيسياً في ابتكار التاكو وبشكل أكثر تحديداً تاكو آل باستور المكسيكي.
فمحبّو طعام الشارع في أمريكا الجنوبية يدركون مدى روعة سندويشات تاكو آل باستور التي بدأت بالانتشار منذ الثلاثينيات حيث يتكون هذا الطبق اللذيذ من قطع صغيرة من لحم الخنزير المتبل ووالتي توضع على خبز مشوي.
لقد هاجر العديد من اللبنانيين بعد الاحتلال العثماني واتجهوا نحو أمريكا اللاتينية، وكان من بينهم بالطبع أسلاف سلمى حايك وشاكيرا.
تطلع المغتربون اللبنانيون الأوائل الذين كانوا يعيشون في ولاية Puebla مع مرور السنين لإحضار إحدى تلك الوجبات الخفيفة المفضلة لديهم إلى القارّة الأمريكية، وبالفعل فقد وجدوا طريقة لذلك، فإضافة لانتشار الشاورما وسفرها عبر المحيط الأطلسي اكتسبت المنطقة ميزات إضافية حيث تمّ إدخال تاكو آل باستور.
آل باستور والتي تعني بالعربية “طريقة الراعي” هي عبارة عن شطيرة من لحم الضأن الذي كان يستخدم في البدايات ومع مرور الزمن حلّ لحم الخنزير مكان لحم الضأن حيث يتم تقديم الطبق الآن مع الكزبرة والبصل وغالباً ما تكون شريحة من الأناناس في الأعلى. يشاع أن كل من مطعم Antigua Taquera La Oriental وTacos Arabes Bagdad اللذان تم تأسيسهما في عام 1933 هما أول من قدّم هذا الطبق في المكسيك.
ما زالت الطريقة اللبنانية هي المتبعة على الرغم من اختلاف بعض المكونات والعناصر، حيث يتم تكديس اللحم فوق بعضه حول سيخ شوي عمودي يدور باستمرار، ويتم استخدام تورتيلا الذرة أو خبز OG pita وكلاهما يتطلبان سكيناً حادةً وكبيرة للتقطيع.
أوضح Alejandro Escalante مؤلف كتاب TACOPEDIA الذي يحوي وصفات لسندويشات التاكو في مقابلة له: “كان [الجيل الأول من المهاجرين] يحاول صنع الشاورما مع لحم الضأن، لكننا هنا في المكسيك لا نأكل هذا اللحم […] لذا جربوا استبداله بلحم البقر ولم ينجحوا أيضاً، حتى في الآخر وصل لحم الخنزير إلى هذه الشواية العمودية واتضح أنها رائعة.”
تُعرف آل باستور أيضاً حتى يومنا هذا باسم Tacos Arabe والتي كما هو واضح تعني التاكو العربي. ويعود السر خلف هذا الطبق الشهي والخفيف وهذه النكهة الحقيقية لتاريخها العظيم.