Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

مسلسلات رمضان هي أرشيف بصري لواقع الحياة في العالم العربي

القيمة الحقيقية لمسلسلاتكم الرمضانية المفضلة

أصبحت متابعة المسلسلات التلفزيونية خلال شهر رمضان تقليداً أساسياً في كل مجتمعات العالم العربي، الأمر الذي يجعلنا نشعر بالفخر بإنتاجنا المحلي المفضل الذي يجمع العائلة والأصدقاء حول الشاشة الصغيرة لقضاء وقت ممتع ومتابعة أحداث وحبكات القصص بشغف شديد بعيداً عن المسلسلات الغربية.

لا يقتصر هذا التقليد الرمضاني على جمع العائلة معاً، بل يتعدى ذلك ليوحد المجتمعات العربية قاطبة. لقد أصبحت المسلسلات حديث العائلة على مائدة الإفطار، كما استحوذت على مناقشات الجيران وزملاء الدراسة في الصباح وأحاديث الأصدقاء أثناء تناول السحور، ويقولون لبعض “هل شاهدت حلقة الليلة الماضية؟”، “يجب أن تشاهد هذا المسلسل”.

كما تجد بعضهم يسترجعون أحداث الحلقات ويبدأون بتحليل الأحداث وإثارة النقاشات والانتقادات والتنبؤات للحلقات التالية، في حين يحاول الشخص المهووس بمسلسل ما جاهداً إقناع الآخرين بمشاهدة مسلسله المفضل، ناهيكم عن كم العبارات والكلمات المتداولة في المسلسل – والتي اندمجت مع الوقت في لهجاتنا وأصبحت تقليداً وجزءاً لا يتجزأ من ثقافة المجتمع.

ومثال على ذلك مسلسل “الخطاب على الباب” وهو من أشهر المسلسلات الرمضانية التونسية التي أنتجت في عام 1996، وقد تميّز بعبارات شهيرة مثل “كرمك الله” و”البوزة” (وهي في الأصل اسم حلوى محلية ولكنها في المسلسل تعني مجادلة شخص ما بشكلٍ مضحك).

وقد حظي مسلسل “باب الحارة” بشعبية كبيرة بين المشاهدين، وتميّز بعبارات انتشرت في جميع أرجاء المنطقة، ولا سيما  العبارات التي يرددها النمس مثل “هلا والله حيالله لعيونك الرقبة سدادة” و”وينك وينك يا ناموسة”.

كما اكتسبت شخصية أخرى شعبية كبيرة خاصة بين الشباب في المنطقة وهي شخصية جبل في مسلسل “الهيبة”. وقد قام عدد كبير من المعجبين بنشر مقاطع فيديو على تطبيق تيك توك يقلدون فيها طريقة كلام شخصية جبل ويستخدمون عبارته الشهيرة “لا تهكليه للهم”

لقد أثرت هذه المسلسلات بشكل كبير على لهجاتنا وأسهمت في تطورها على مر السنين. يمكنكم عند متابعة بضع حلقات من مسلسلات رمضانية قديمة مثل “ليالي الحلمية” و”الخطاب على الباب” ملاحظة تأثير هذه المسلسلات في تطور في اللغة العامية، وتحوّلها من لغة يغلب عليها الطابع العربي إلى مزيج من اللغات الأجنبية والعامية الحديثة.

كما كانت الأقوال والأمثال العربية السائدة بشكل خاص في سيناريوهات المسلسلات والتي كان يستخدمها أجدادنا للسخرية من شي جزء محوري من اللغة العربية العامية الكلاسيكية، ولكن للأسف قل استخدامها هذه الأيام. ومثال على ذلك الجدة منانة التي غالباً ما تستخدم عبارة “ken nalhak iini nochromha” في كل جدال.

كما كان لظهور الإنترنت دور كبير في هذا التحول، بالرغم من أنّه أنتج لهجة متنوعة، إلا أنه جرد اللغة العربية العامية تدريجياً من فصاحتها الأدبية.

ويظهر ذلك جلياً في شخصيات مسلسل “الخطاب على الباب” حيث نرى أحمد وفاطمة وهما طالبان شغوفان بالشعر والأدب العربي، وهما يتحدثان لهجة تعكس بشكل كبير هذا التغيير مقابل اللهجة الهجينة الحالية التي يستخدمها غالبية الشباب العرب اليوم.

لكن تأثير المسلسلات الرمضانية لم يقتصر على تطور اللهجات فقط، فقد أخذت المسلسلات التلفزيونية والأفلام الدرامية والخيالية في الآونة الأخيرة على عاتقها مراقبة التحولات المجتمعية والثقافية وعكس الأوضاع الاجتماعية الراهنة، ومثال على ذلك مسلسل “ممنوع التجول” الذي تم إنتاجه هذا العام والذي يصور المملكة العربية السعودية في مرحلة ما بعد الجائحة.

لقد أصبحت المسلسلات منصّة لسماع الروايات المحلية وأرشيفاً يوثق الواقع في العالم العربي إلى حد ما، بالإضافة إلى تغيراته الإجتماعية من عامٍ إلى آخر.

بعد الربيع العربي على وجه الخصوص، ركزت الإنتاجات بشكل أكبر على معالجة الحقائق السياسية والقضايا الاجتماعية والقصص المستوحاة من الحياة الواقعية في البلدان التي مزقتها الحروب. ومن القضايا السياسية التي تم تناولتها في هذه المسلسلات قضية الإرهاب التي عالجها مسلسل “غرابيب سود” الذي عرض على قناة MBC والمسلسل التونسي “حرقة” الذي يتناول قضية الهجرة غير الشرعية.

ومن الجدير بالذكر أنّ المسلسلات الرمضانية شهدت ازدهاراً كبيراً في المشهد التلفزيوني الإقليمي على مر السنين، مما أتاح الفرصة للمواهب المحلية الشابة بالتألّق، فهي بمثابة تقليد قديم يقود إلى التغيير الإبداعي والاجتماعي.

لقد استمدت MILLE إلهامها من المسلسلات الرائعة هذا العام وابتكرت مسلسلها الخاص بالتعاون مع علامة Gucci والذي يمكنكم مشاهدته هنا:

 

Voir cette publication sur Instagram

 

Une publication partagée par MILLE (@mille_world)

 

Voir cette publication sur Instagram

 

Une publication partagée par MILLE (@mille_world)

 

Voir cette publication sur Instagram

 

Une publication partagée par MILLE (@mille_world)

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة