لن يكون هناك وقت أفضل من الوقت الذي يخطّط فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضم أجزاء من الضفّة الغربيّة بطريقة غير شرعيّة للبحث في التاريخ الفلسطيني. ويبدو أن بيلّا حديد دوّنت ملاحظات قصيرة. إنّ هذه العارضة الفلسطينية الأمريكية ملتزمة بتسخير منصّتها لإحداث التغيير.
لقد كانت خطط الضم حافزاً لجيل الشباب للتحدّث علناً عن هذه القضيّة ومن ضمنهم “حديد”. وهم بجرأة يمعنون النظر في الموروثات الاستعمارية التي تسبّبت في سرقة الأراضي الفلسطينيّة التي يعود تاريخها إلى وعد بلفور.
لا تعرفون ما هو وعد بلفور؟ إنّه إعلان وزير الخارجيّة البريطاني جيمس بلفور في نوفمبر 1917 بتأسيس “وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين”- وهي خطوة غيّرت حياة ومصير ملايين الفلسطينيين.
ببساطة، قبل عام 1917 كان اليهود يشكلون 10٪ من سكّان فلسطين ويملكون 2٪ فقط من الأرض. ثم جاء البيان ليمهّد الطريق أمام الأمم المتّحدة لتقوم في عام 1947 بالتقسيم، حيث تمّ تخصيص اليهود بـ 55٪ من الأرض الفلسطينية.
فيما بعد وفي أعقاب حرب عام 1948 بسطت إسرائيل سيطرتها على 78٪ من فلسطين. وأخيراً وإثر حرب عام 1967 واصلت إسرائيل مساعيها في احتلال الضفّة الغربيّة وقطاع غزة أيضاً.
ومنذ ذلك الحين تواصل إسرائيل انتهاك القانون الدولي من خلال توسيع مستوطناتها جاعلةً من التلاشي التدريجي لدولة فلسطين موروثاً ونتيجة لكل من الاستعمار الغربي والإسرائيلي.
بعد مرور 100 عام على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يناير الماضي دون أيّ تردّد ما أطلق عليه اسم “صفقة القرن”، والتي منحت نتنياهو الموافقة على تجاوز القانون الدولي والمضي قدماً في خطط الضم.
إلا أنّ الشخصيّات الفلسطينيّة البارزة في العالم رفضت التزام الصمت. شأنها شأن شقيقها الأصغر أنور واصلت العارضة الفلسطينية الهولندية بيلّا حديد (ابنة الملياردير الفلسطيني المشهور محمد حديد) تسليط الضوء على الصراع الفلسطيني.
بانتقاد العنف الإسرائيلي غير القانوني والتعبير عن حزنها وغضبها تحدّثت حديد بصراحة بالغة عن القضيّة الفلسطينيّة على مواقع التواصل الاجتماعي على مدى السنوات القليلة الماضية مطالبةً بحق الفلسطينيين في العدالة والمساواة.
هل هذه العارضة مؤيدة للفلسطينيين؟ لقد جمعنا لكم أهم خمس مرات تحدّثت فيها مطالبةً بدعم بلد والدها الأصلي.
الجدل حول القدس
https://www.instagram.com/p/BcaCVA-n3Yl/?utm_source=ig_embed
عقب اعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وقراره بنقل السفارة الأمريكيّة إلى القدس شاركت بيلّا في منشور مؤثّر جاء فيه “إنّ معاملة الشعب الفلسطيني غير عادلة من طرف واحد ولا يمكن التساهل في هذا الامر. فأنا أقف إلى جانب فلسطين”.
دعم خطاب محمد في مؤتمر هارفارد العربي
https://www.instagram.com/p/BwALKYhAH84/?igshid=1olsl0ne3679h&fbclid=IwAR14iguiW6EVvD_lSJGqUyQRCbt1XOx4Ke23_GBt4nH6Fure5DuE3MsuGmE
في الوقت الذي ألقى والدها المهندس محمد خطاباً في جامعة هارفارد احتفاءً بجذوره الفلسطينية ورحلته كلاجئ فلسطيني في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، شاركت بيلّا بمنشور لها أعربت فيه عن فخرها بإنجازات والدها خاصّة “مركز دار الهجرة الإسلامي” الذي بناه في فرجينيا عام 1991 تقول فيه “إنّ مجرّد وقوفه شامخاً بمثابة مكان آمن يشعر فيه المسلمون واللاجئون بالحماية والراحة يجعلني أشعر بأنني أكثر ابنة فخورة بوالدها في هذا العالم. أشكرك يا والدي على تعليمي المستمر وعلى مساعدتي في رؤية جمال وحقيقة المجتمع الفلسطيني المسلم. إنني أتطلّع دائماً للسير على خطاك”.
مباركتها بالعيد
https://www.instagram.com/p/CAlP3TkAA3r/?utm_source=ig_embed
في شهر مايو الماضي شاركت بيلّا برسالة صادقة وشخصيّة احتفالاً بعيد الفطر، حيث أشادت باللاجئين والعائلات النازحة في الشرق الأوسط. ودعت معجبيها في منشور إلى التبرّع للجمعيات الخيريّة “مع اقتراب انتهاء شهر رمضان أشعر بالقلق تجاه العائلات والأطفال في جميع أنحاء العالم الذين ليس لديهم مأوى. إنّ مجرّد التفكير بالأطفال والأسر المشتّتة وغير القادرة على التواجد مع بعضها خلال هذا الوقت يفطر قلبي. أتمنّى لو كنت أستطيع تخليصهم من الألم أو أن أفعل أيّ شيء يساعدهم”.
انتقاد قرار ترامب بحظر السفر
https://www.instagram.com/p/BP4DmdjgzZv/?utm_source=ig_embed
بالعودة إلى عام 2017 انضمت بيلّا وشقيقتها جيجي إلى المظاهرات التي خرجت في نيويورك احتجاجاً على قرار ترامب بحظر السفر. قالت بيلّا لمجلة Harper’s Bazaar موضّحة أهميّة تواجدها في الاحتجاجات “كان والدي لاجئاً، جاء من فلسطين إلى أمريكا عندما كان طفلاً. لحسن الحظ ومع أنّ الأمر كان صعباً فقد استطاع المجيء، إلا أنّ الأمور الآن باتت أصعب 100 مرّة من ذي قبل. يحزنني أنّ القوّة قد سُلبت من الكثير من الناس وهم غير قادرين على صنع حياة جديدة لأطفالهم وعائلاتهم. من الجنون أن يملي عليك شخص ما إذا كان بإمكانك الحصول على حياة أفضل أم لا.
انتقاد الإنستاغرام لحذف منشور لها عن فلسطين
أخيراً وليس آخراً شاركت بيلّا في وقت سابق من هذا الشهر بصورة لجواز سفر والدها الأمريكي منتهي الصلاحية تُظهر فيه مكان ولادة والدها في فلسطين. في 7 يوليو كشفت بيلّا بأنّ الإنستاغرام قد حذف الصورة من على صفحتها زاعماً أنّها خالفت تعليمات الموقع ، لذلك نشرت “أي جزء تعتبرونه في فخري بمكان ولادة أبي تنمّر أو تحرّش أو مضايقات أو تعرّي؟ ألا يجوز لنا أن نكون فلسطينيين على الإنستاغرام؟ هذا بالنسبة لي هو التنمّر بحد ذاته. لا يمكنكم حذف التاريخ بإسكات الناس. لا تسير الأمور على هذا النحو”.